155

============================================================

أحب إلى لأنى كثير الغم ما دمت مع هؤلاء الناس حيا فلا تسأل عنى ولا تطلبنى واعلم أنك منى على بال وإن لم أرك وترنى واذكرني وادع لى فإنى سأدعو لك وأذكرك إن شاء الله تعالى، فانطلق أنت ههنا حتى آخذ أنا ههنا فحرصت أن أمشى معه ساعة فأبى على ففارقته فجعلت أبكى وهو يبكى وأنظر إليه حتى دخل بعض السكك ثم سألت عنه ذلك وطلبته فلم أجد أحدا يخبرنى عنه بشيء وما أتت على جمعة إلا وأنا أراه في المنام مرة أو مرتين، قلت وانما قال أويس رضى الله عنه ومات محمد ل ولم يقل رسول الله يللة كما قال في الأنبياء قبله لأن فضله معروف والمعروف بكمال الشرف والسؤدد لا يحتاج أن يمدح ويمجد، ألا ترى أصحابنا إذا ذكروا الإمام الشافعى رضى الله عنه قالوا قال الشافعي وإذا ذكروا أحد أصحابه فقد يذكرون فضله فيقولون قال الإمام الحفيل السيد الجليل أو نحو ذلك بالسلطان لأن الشىء إذا اشتهر بكمال الفضل أو الشرف لا يحتاج إلى أن يمدج ويعرف لأنه إذا مدح لا يحتاج إلى مدح كثير، وربما وقع في مدحه تقصير فكانت شهرة قدره مغنية عن ذكره وقوله رضى الله عنه ونعى المرسلين ونعى صالح المؤمنين يعنى ذكر موتهم.

وروى عن أصبغ رحمه الله قال كان أويس رضى الله عنه إذا أمسى يقول هذه الليلة ليلة الركوع فيركع حتى يصبح وكان يقول هذه الليلة ليلة السجود فيسجد حتى يصيح، وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب ثم يقول اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذنى به ومن مات عاريا فلا تؤاخذنى به.

وروى عن تصر بن إسماعيل رحمه الله قال كان أويس رضى الله عنه يلتقط الكسر من المزابل فيغسلها ويتصدق ببعضها ويأكل بعضها ويقول اللهم إنى أبرأ إليك من كل كبد جائعة.

وروى عن عبسد الله بن سلمة قال غزونا أذربيجان في زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وأويس القرنى معنا فلما رجعثا مرض فحملتاه فلم يستمسك فمات فنزلنا فإذا قبر محفور وماء مسكوب وكفن وحنوط فغسلناه وكفتاه وصلينا عليه ودفناه ومشينا فقال بعضنا لبعض لو رجعنا فعلمنا قبره فرجعنا إلى القبر فإذا لا قبر ولا أثر وروى عن عبد الرحمن بن آبى ليلى رحمه الله قسال نادى مناد يوم صفين في القوم أويس القرنى فوجد في القتلى من أصحاب على رضى الله عنهم أجمعين والله اعلم.

Bogga 155