وإلى هذا التوافق والانسجام بين النظير والمثيل ألمع التهانوي في "الكشاف بقوله: "والنظير يطلق على المثال مجازا والنظائر كالألفاط المتواطئة"(1) .
ثم إن النظير يجمع على النظراء، والأنثى: النظيرة، والجمع : النظائر، في الكلام والأشياء كلها(2) ؛ وإن لم يتمسك كثير منل العلماء بهذا الفرق حيث نجدهم ي ذكرون النظير باعتباره مفردا للنظائر.
وانطلاقا من ذلك المفهوم اللغوي درج العلماء على استعمال تلك الكلمات على معناها اللغوي، فجعلوا الشبيه والنظير بمعنى واحلد . واطرد ذلك الاستعمال ولكن الواقع أن مدلول الكلمات المذكورة في مصطلح المحققين لا يجري على معنى واحد، بل ينبغي الفرق فيما بينها بحيث تترتب على ذلك آثار ونتائج مهمة كما سيأتي تحقيق ذلك.
* المعنى الاصطلاحي للأشباه والنظائر: إذا نظرنا من الناحية الاصطلاحية فإن الشلبه : هو الصفة الجامعة الصحيحة الي إذا اشترك فيها الأصل والفرع، وجب اشتبراكهمافي الحكم، كما نص على ذلك علماء الأصول.
يقول تاج الدين السبكي - رحمه الله - : "إن قياس الأشباه: هو أن يجتذب الفرع أصلان، ويتنازعه مأخذان، فينظر إلى أولاهما وأكثرهما شبها فيلحق به"(3) .
ومثال ذلك: "إلحاق العبد المقتول بالحلر، فإن له شبها بالفرس من حيث المالية، وشبها بالحر، لكن مشابهته بالحر في الأوصاف والأحكام أكثر فألحق بالحر"(4).
فالمفهوم المتبادر إلى الأذهان لكلمة الأشهاه هو ما ذكره العلامة تاج الدين، ## | (1) كشاف اصطلاحات الفنون: 1391/6.
(2) انظر : لسان العرب: 219/5.
(3) السبكي "الأشباه والنظائر"، القسم الأول، و: 117.
(4) كشاف اصطلاحات الفنون: 173/4 -174.
73
Bogga 72