============================================================
القانون تلك الحال مات شهيداا. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "منهومان لا يشبعان، أو لا تنقضي تهمتهما، طالب علم وطالب دنياه، وقد يرفع حديثا، وقيل لابن المبارك: "إلى متى تطلب العلم؟ قال: إلى الممات إن شاء اللهه، وقيل له ذلك مرة أخرى، فقال: "لعل الكلمة التي تنفعني لم اكتبها بعد"، وقيل لأبي عمرو بن العلاء: "احتى متى يحسن بالمرء أن يتعلم؟، قال: ما دام تحسن به الحياةه، وقيل لسفيان بن عيينة: "من أحوج الناس إلى طلب العلم؟ قال: أعلمهم لأن الخطا منه أقبح"، وقال بعضهم: "لا تزال عالما ما كنت متعلما، فإذا استغنيت كنت جاهلا"، وعن الإمام مالك: "إن هذا الأمر لن يثال، حتى يذاق فيه طعم الفقره، وقد نزل ذلك بربيعة في طلب العلم، حتى باع خشب سقفه، وحتى كان ياكل ما يلقى على مزابل المدينة، من الزبيب وعصارة التمر.
ويروى عن شعبة أنه قال: "من طلب الحديث أفلس"، وهن أبي سفيان أنه قال: "القد طلبنا هذا العلم وطلبه معنا من لا نحصيه كثرة2، فما اثتفع به إلا من دبغ البن قلبه، وذلك أن أبا العباس لما أفضي إليه الأمر بعث إلى الدينة، فاقدم إليه عامة من كان فيها من أهل العلم، فكان أهلها يعدون لنا خبزا يلطخوه لنا بالبن، فنقدو في طلب العلم، ثم ترجع إلى ذلك فناكله، فأما من كان ينتظر أن يصنع له3 هريسة أو عصيدة، فكان ذلك يشغله، حتى يفوته كلما كنا نحن ندركه". وقال سحنون: "لا يصلح العلم لمن ياكل حتى يشبع، ولا لمن يهتم بغسل ثوبه، ولذا قيل4 لولا أولاد الفقراء لذهب العلم".
1- ضعيف حدا. أحرحه البزار في مسنده: 138. والخطيب في الفقيه والمتفقه/1: 16: ك ورد في ج: كثيرة.
ك سقطت من ج 8- درد في ج: قالوا.
Bogga 411