كان البيت اللبناني القبوي أكثر إيجارا من أحسن بيوت المدينة، ففي خلال شهرين، بل من خلال خمسين يوما فقط، يقبض صاحبه المبلغ المرقوم إذا صح الموسم، فيفي ما استلفه وما استدانه، ولذلك أطلقوا على موسم القز هذا الاسم: مخزق الكمبيالات، وما باع اللبناني عقاره وحرم قبض الليرات الذهبية إلا عندما انقرض موسم الحرير.
فلكي تنجح دعوة الوزارة أرى أن تبدأ هي بمزرعة نموذجية، تدعو إليها الراغبين في زراعة التوت، وتريهم النتيجة التي تدركها. أما توزيع النشرات وتقديم البزر، فهذا لا يكفي. إن لدودة القز محبة في قلبي وجميلا في عنقي فلولاها لما تعلمت، فأنا لم أتعلم على حساب أحد، كان عرق جبين جدي ووالدي يغنيني عن طلب معونة الأوقاف والقنصليات وكل ذلك بفضل دودة الحرير.
لا أنسى عندما كنت أقطع توتة تضايق زاوية البيت، فجاء إلي والدي وقال: مارون! هذا جزاء الفضل عندك ... هذي علمتك! صار من الحق أن تغيروا القول القديم، فتقولوا: من علمني حرفا صرت له قصابا.
قصب يا ابني قصب ... الذي لا تتعب فيه الأيادي لا تحزن عليه القلوب.
قال هذا وانفتل ولعله راح يخفي دمعة. فألقيت الفأس من يدي وتبعته أسترضيه بالقبلات والنكات وبقيت أعالجه حتى ابتسم.
فيا وزارة الزراعة، يجب أن يكون لك إيمان بحجم جبل صنين حتى تقيمي هذا الميت من قبره.
لقد ذهب الزمان الذي كان يلبس فيه اللبناني حريرا؛ حياكة أمه، كما لبست أنا ولبس غيري من أترابي. لقد ذهب الحرير الحقيقي مع التوتة «السعيدة الذكر»، وحل محله الحرير النباتي المزيف، ولماذا لا يكون ذلك، فكل الأشياء تلحق بعضها ... (2) عهد الدبابيس
إلى ح. م:
تلفنت لي لتلفت نظري إلى السرقة الأخطبوطية في قصر العدل، وهل من جديد تحت الشمس؟ «الناس» في غفلاتهم
ورحى «الأصابع» تطحن
Bog aan la aqoon