نقول: إن لله علما نعني أنه العالم بالأشياء، ولا نقول: إن له علما هو غيره به علم، وإنما نقول: إن لله علما، كما قال في كتابه: { أنزله بعلمه } أي أنزله وهو العالم به.
فإن قال: أفتقولون: إن له علما وقدرة؟
قيل له: إنا نقول: إن الله هو العالم، وهو القادر، ولا نقول: إن لله علما وقردة هما غيره، ولو كان علمه هو لحسن أن يقال: يا علم أغفر لي. وبالله التوفيق.
الباب التاسع والسبعون
في الرد على الجهمية قولهم: إن الله لا يعلم ما يكون قبل أن يكون
قال المؤلف: نقول: إن الله تعالى قد علم بما يكون، قبل أن يكون وبما لا يكون، أن لو كان كيف كان يكون، أو لا يكون.
الدليل على من خالفنا، ممن يقول من جهمية، أو غيرها: قول الله تعالى: { ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا } فقال الله تعالى - تكذيبا لهم -: { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون } فهذا لا يكون أن لو كان، كيف كان يكون.
وأما ما علم الله بما يكون، قبل كونه: فقوله تعالى: { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم } فأخر الله نبيه - - صلى الله عليه وسلم - أنهم يحلفون، قبل أن يحلفوا، فحلفوا - كما أخبر الله عنهم ولو لم يكن البارئ عالما بما يكون، قبل أن يكون، وبما لا يكون أن لو كان، كيف كان يكون لحقه الجهل، والجاهل ليس بإله، وإنما الإله: هو الحكيم العليم، الذي لا يخفى عليه شئ. وبالله التوفيق.
الباب الثمانون
في علم الله السابق في عباده من خير وشر ونفع وضر
هل ساق العباد إلى ما عملوا أم لا؟
قال المؤلف: فنقول: إن علم الله تعالى، لم يسق العباد، إلى ما عملوا من المعاصي. وإنما سولت لهم أنفسهم، وزين لهم الشيطان أعمالهم، حتى كان منهم، ما علم الله.
Bogga 65