فالله تعالى حي بذاته لا بحياة، هي غيره. ولم يزل حيا ولا يزال حيا.
والعبد حياته بحياة هي غيره، بل من فعل الله، يحييه ويميته.
الفرق السابع: بين وجود البارئ وبين وجود خلقه.
فوجود البارئ أنه الموجود بذاته، لم يزل موجودا. ولا يزال موجودا كذلك.
والعبد إنما وجوده: مشاهدته وتحديده. وكذلك وجد بعد عدم، وعدم بعد وجود.
الفرق الثامن بين عدل الله وعدل خلقه.
يقال: إن الله عدل. ومن خلقه أيضا، من هو عدل.
والفرق بين ذلك: أن الله عز وجل عدل بذاته. وهي صفات ذات عائدة إلى العلم وإذ لا يفعل القبيح والظلم والجور إلا جاهل بقبحه، أو محتاج إليه. والله غني عن ذلك.
ويوصف أيضا: أنه عدل في فعله. ويرجع إلى أحكام الفعل، وصفات الأفعال. فيكون ذلك صفة فعل، لا صفة ذات.
والعبد فإنما يقال: هو عدل، بتزكية الله لفعله، تجوز عليه الحاجة والجهل.
الفرق التاسع: بين أفعال البارئ وأفعال خلقه.
أفعال البارئ: أن يقول لما يشاء: كن فيكون، بلا عقد وضمير، وقوة عرض.
وأفعال العباد: نيات وحركات، وضمائر وخطرات، وأعراض طارئات.
الفرق العاشر: بين الواحدين البارئ عز وجل واحد في المعنى والاسم؛ من غير أبعاض متآلفة وأشخاص مرئية.
وأما خلقه فواحد شخص، إما جوهر، أو جسم متآلف، إذا رفع تأليفه، صار شيئا أبعاض.
الفرق الحادي عشر: بين الأسماء القديمة والمحدثة.
فأسماء الله القديمة: صفاته وهي موجب وصف الواصفين، إذ لو لم يكن ما وصف نفسه ولا سمى، ولا وصفه أحد من خلقه. وصفاته الذاتية لا يدخلها التضاد، لأنها إذا دخلها التضاد كان قبل العلم جاهلا، وقبل القدرة عاجزا، وقبل الغنى محتاجا. والمحدثة: خلق ورزق وأحيا وأمات، وشبه ذلك.
الفرق الثاني عشر: بين خلود البارئ وخلود خلقه.
خلود البارئ وبقاؤه: أنه تعالى خالد باق بذاته، لا ببقاء مبق أبقاه، فبقى ببقائه باقيا.
وخلود خلقه: أنهم خلدوا وقوا، ببقاء مبق أبقاهم وخلدهم، فبقوا ببقائه. ولم يبقوا بذاتهم.
Bogga 63