وأما اليد التي يراد بها الملك، فكقولك: الملك في يد فلان، يريد أن فلانا لذلك مالك، وله قاهر، وعليه قادر.
واليد التي يراد بها العطية والمنة، كقولك: إن لي عندك يدا. يعني العطية والمنة. وتصديق ذلك قوله تعالى: { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم } يعني منة الله فوق منهم.
واليد أيضا: النعمة السابغة . وهي الأيادي. وقوله تعالى: { بل يداه مبسوطتان } أي نعمتاه: نعمة الدنيا، ونعمة الدين.
وقيل: نعمته وقدرته دائمتان، لا يقبضهما شي. وقوله تعالى لداود: { ذو الأيدي } أي ذو القوة.
وأما اليد المركبة في الجسد، فهي عن الله منفية، لأنها جارحة من جوارح الجسد، المتبعض بعاضا متألفة إلى بعضها البعض -تعالى الله عن هذه الصفة، وجل وعلا علوا كبيرا.
الباب الرابع والخمسون
في اليمين وتفسيرها
والرد على من أثبت لله تعالى يمينا معقولة
اليمين في لغة العرب، على معان:
فمنها: ما يراد به الشيء نفسه. ومنها: القدرة: ومنها الرفعة. ومنها: الحلف. ومنها: القوة.
فأما ما يراد به الشيء نفسه، فكقولك: هذا ملك يميني، يعني هذا ملكي.
وأما ما يراد به القدرة، فقوله تعالى: { والسموات مطويات بيمينه } .
وأما ما يراد بها القوة، فقوله تعالى: { لأخذ منه باليمين } أي بقوة منا عليه.
وأما ما يراد به الرفعة، فقولهم: فلان عندنا باليمين، يعنون بالمنزلة الرفيعة.
وأما ما يراد به الحلف، فقوله تعالى: { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } .
وأما ما يراد بها الجارحة، فهي عن الله منفية، إنما تكون الجارحة للأجساد المتبعضة، المتألف أبعاضها، بعضا إلى بعض - تعالى الله عن ذلك.
الباب الخامس والخمسون
في القبضة وتفسيرها
والرد على من أضافها إلى الله عز وجل
القبضة في كلام العرب، على معان:
Bogga 46