منها: م يراد به لتلك والقدرة. تقول: ما فلان إلا في قبضتي، أي في ملكي وقدرتي وتقول: فلان قبض الدار، يعني ملكها، وصارت له. وقبض الدار، وقبض اليد، يعني ملكها، لا أنه قبض على البلد ذات الفرسخ الواسعة بيده.
ومنها: ما يراد به إفناء الشيء، كقولك: قد قبضه الله إليه، يعني أفناه الله. فقوله عز وجل: { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة } يعني في قدرته.
والقبضة: ملك وقدرته: قال الشيخ أبو الحسن البسياني، في قوله تعالى: { والسموات مطويات بيمينه } أي ذاهبات فانيات بقدرته { والأرض جيمعا قبضته } يعني في قدرته.
قال: واليمين: ملكه.
واليمين: قدرته.
واليمين: منته.
والقبضة: ملكه أيضا وقدرته.
قال: لا نصفه كالخلق؛ لأنه قد نفى عن نفسه شبه المخلوقين. وقد قال الله تعالى: { فلا تضربوا لله الأمثال } .
قال: هو لا تضربوا لله الأشباه.
وقوله تعالى: { يقبض ويبسط } أي يقتر ويوسع. وبالله التوفيق.
الباب السادس والخمسون
في الأصابع وتفسيرها
ونفيها عن الله عز وجل
الأصابع في لغة العرب: على معان:
منها: القدرة، كقولك: ما فلان إلا في خنصري وبين أصابعي، يعني به تثبيت القدرة على فلان، أي أنه عليه قادر، وأنا له قاهر. وليس يريد أن الخنصر قد حوته، وقبضت عليه. ولعل فلانا يكون أعزم منه جسما، وأشد بطشا. ولكن المراد بذلك، تثبيت القدرة عليه.
ومنها: القبضة بالأصابع: فتلك عن الله منفية. وقد قدمنا ذلك.
... وأما ما رووا في آثار قومنا: أن قلب ابن آدم بين إصبعي الله، يميله كيف شاء وفي نسخة: يقلبه كيف شاء. فإن كان الحديث حقا، فمعناه عندنا: أنه مثل لهم قدرته، بأوضح ما يعرفون من أنفسهم؛ لأن الرجل منهم لا يكون على شيء أقدر منه، إذا كان بين أصبعيه. ألا ترى إلى قولهم: ما فلان إلا في يدي، أو في خنصري. يريدون تثبيت القدرة عليه، كما قدمنا الكلام في ذلك. وبالله التوفيق.
الباب السابع والخمسون
في الجنب وتفسيره
Bogga 47