112

Nuur

النور لعثمان الأصم

Noocyada

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا بني هاشم إني لا أغني عنكم من الله شيئا؛ فإن لكل امرئ ما كسب. ولم نجد في التلاوة وصيا للنبي صلى الله عليه وسلم. ولا اتفق الناس على أوصياء مخصوصين، منصوص عليهم وإنما وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والذين اتبعوهم بإحسان. فثبت الاتباع لهم، ولمن عمل بمثل عملهم، من الإحسان، ولم يقل: وصيا بعد وصي. فمن قال خلاف هذا خرج من الحق، وولاه الله ما تولى.

الباب الثامن والعشرون والمائة

فيمن لم يصدق بالأخبار المذكورة من

معجزات الأنبياء عليهم السلام

إن قال قائل: إني لا أومن بهذه الأخبار، ولا أصدق أن نوحا كان نبيا، ولا هلكت أمته. ولا أصدق أن عادا هلكت بريح صرصر، ولا أن صالحا جاء بناقة، ولا أن إبراهيم طرح في النار فلم يحترق.

قيل له: هل تؤمن بشيء من الأخبار؟

فإن قيل: لا أومن بشيء من الأخبار، ولا أصدق إلا ما عينت وظننت ولا أرضى إلا ما عاينت وظننت.

قيل له: هل لما عاينت وظننت من خلف؟

فإن قال: لا، فقد شهد على نفسه بالكذب، لأنه لم ينته إلى غاية الأرض. وإن قال: نعم.

قيل له: هل لها اسم؟ وهل منها خبر؟

فإن قال: لا، فقد رد القرآن، وكابر الحق.

وإن قال: نعم.

قيل له: من أين علمت أن مكة مكة، والمدينة مدينة؟

فإن قال: عرفتها بالأخبار.

قيل له: وجبت عليك معرفتها بالأخبار. بحقيقة؟ أم باختيار؟

فإن قال: باختيار.

قيل له: هل يجوز لك أن تختار بعضها، وتصدق به، وبعضها تكذب به؟ فمن أين قام هذا في وهمك وعقلك؟ فهل للذي صدقت به خلف؟

فإن قال: لا، صدق بما لم يعاين.

وإن قال: نعم، فقد رجع إلى ترك الأخبار.

وإن قال: صدقت الأخبار بحقيقة.

قيل له: كما صدقت معرفة الأرضين، التي لم تطأها، ولم تعاينها. فكذلك وجب عليك التصديق. بالأخبار التي لا تدفع، ولا تنكر.

وكذلك وجبت عليك معرفة أبيك وأمك، وخالك وعمك.

Bogga 112