113

Nuur

النور لعثمان الأصم

Noocyada

فإن قال: لا أعرف أبي وأمي ولا خالي وعمي، فقد أوجب على نفسه الهجنة، أن أنكر ما هو معروف به، وأحال الأشياء. فما من جاحد ولا موحد، إلا وهو يعرف أبويه إلا اللقيط.

ويقال له: من أين عرفت ولادتك، وأنت لم تعقل ولادتك، ولا وقوع أبيك بأمك، فلا بد من أن تقر بتصديق الخبر.

فإذا أقر هذا، فقد وجب عليه التصديق بالأخبار. وبالله التوفيق.

الباب التاسع والعشرون والمائة

في الأنبياء هل يجوز أن يقال فيهم:

إنهم يعصون الله أم لا؟

قال الشيخ أبو محمد: لا يجوز لأحد أن يقول: إن أنبياء الله كانوا غير مسلمين، وهم أصفياء الله، من قبل أن يخلقهم قال الله تعالى: { إن الله اصطفى آدم ونوحا } الآية.

مسألة:

عن محمد بن محبوب رحمه الله قال: إن أنبياء الله تعالى، لم يزالوا عند الله مسلمين: وهم له أولياء. لا يسع أحد أن يقول: إن أنبياء الله ورسله، كانوا عند الله في شيء من الحالات كفارا، وضلالا وهم أصفياء الله، قبل أن يخلقهم.

وكذلك أخبرنا الله تعالى. فقال: { إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين } وقوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: { ووجدك ضالا فهدى } يعني ضالا عن النبوة، لم تأته بعد.

كذلك قول موسى: { فعلتها إذا وأنا من الضالين } عن النبوة.

وما بعث الله نبيا إلا أعطاه خصلتين، يغفر له ما تقدم من ذنبه، ويعصمه فيما تأخر.

مسألة:

عن أبي سعيد ردا على من قال: إن آدم لم يعص الله. وقد قال الله تعالى:

{ وعصى آدم ربه فغوى } فهذا مخالف للكتاب أيضا. وقد قال الله تعالى: { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } . فكيف يكون من الظالمين، ولم يعص؟

مسألة:

عن أبي الحسن البسياني: أن يوسف هم بالمعصية، فصرف الله عنه السوء والفحشاء، بالبرهان الذي أراه إياه، ولم يفعل معصية، فيكتب عاصيا.

Bogga 113