ولا يبعد عصمة بعض منهم، ولكن لم يدل دليل على ذلك، إذا فالأئمة بعد أهل الكساء لم يدل دليل على عصمتهم، وإن كان غير بعيد عصمة بعضهم فلا يشترط في الإمام أن يكون معصوما عند أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم رضوان الله عليهم.
لكن إذا أحدث الإمام حدثا يوجب الفسق فإنها تبطل إمامته، هذا على سبيل الفرض، وإلا فإنا لم نعلم من أئمة الهدى [فعل] ما يوجب كفرا أو فسقا صلوات الله ورحمته عليهم أجمعين، وذلك لقوله تعالى: ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)) [هود:113]، وقوله تعالى: ((قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)) [البقرة: 124]، وقوله تعالى: ((وما كنت متخذ المضلين عضدا)) [الكهف: 51].
ومنها: أنه لا يجوز طاعة الإمام الظالم، ولا نصرته، ولا تصح جمعته ولا جماعته، ولا يجوز إيناسه، ولا إعانته، وكذا كل ظالم إلا مع الخوف على النفس فيجوز ما ليس فيه ضرر على المؤمنين كالصلاة ونحوها، ولا يسقط بها الفرض، وذلك لقوله تعالى: ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) [المائدة:2]، وقوله تعالى: ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار))، إلى ما لا يحصى من الأدلة في هذا الباب، ومن أراد المزيد فعليه برسالة التحذير للإمام القاسم بن محمد عليه السلام.
Bogga 69