[بيان من هو المؤمن]
ومنها أن المؤمن: من أتى بالواجبات واجتنب المقبحات، والإيمان:
قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، وقوله أتى بالواجبات يشمل واجبات اللسان والجنان والأركان، وكان معناه في اللغة: التصديق والمصدق، فنقله الشارع إلى ذلك المعنى، والدليل على النقل قوله تعالى: ((إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون () الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون () أولئك هم المؤمنون حقا)) [الأنفال:2-4]، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)) الحديث.
[المنزلة بين المنزلتين]
فمن هنا قال أئمتنا: إن لصاحب الكبيرة الغير مخرجة من الملة منزلة بين المنزلتين، أعني بين منزلة الإيمان والكفر، فلا يسمى مؤمنا ولا كافرا.
أما أنه لا يسمى كافرا على الإطلاق فبالإتفاق إلا ما يحكى عن الخوارج وهم فرقة مارقة لا يعتد بقولهم، وأما إنه لا يسمى مؤمنا، فلأن المؤمن صفة مدح وصاحب الكبيرة مذموم بارتكابه القبيح فيسمى عندهم فاسقا وظالما...إلخ.
ولا يسمى كافرا ولا مؤمنا، والأدلة مبسوطة في كتب الكلام كالأساس وشرحه، وللإمام الهادي عليه السلام كتاب المنزلة بين المنزلتين، وهو موجود من ضمن المجموعة الفاخرة.
Bogga 63