============================================================
* ودخلت سنة آربع وسبعين وستمائة، والخليفة الحاكم بحاله، والملك الظاهر مقيم(1) بدمشق، ونائبه بها عز الدين أيدمر.
وفى هذه السنة فتح السلطان حصن القصير، وهو بين حارم وأنطاكية، وكان فيه رجل قسيس عظيم عند الفرنج، وكان السلطان قد أمر التركمان مع عساكر حلب بالنزول عليه ومحاصرته، ثم بعث إليه الأمير سيف الدين بلبان الدوادار، فلم يزل يخادع القسيس حتى أنزله من الحصن، وتسلم منه الحصن بالملاطفة 471 ب]) والمكايدة وحسن التصرف وبراعة التلطف، وذلك فى الثالث والعشرين من جمادى الأول(2).
وفيها، وفد على السلطان شكندة ابن عم داود ملك النوبة، متظلما من ابن عمه داود، وذكر أن الملك كان له دونه، وكان داود أيضا - قد تقدمت إساءته على إغارته على عيذاب - حسبما شرحناه أولأ فلتما استقر ركاب السلطان بالقاهرة بعد عوده من الشام جرد الأمير شمس الدين آقسنقر الفارقاني والأمير عز الدين [أيبك](2) الأفرم إلى النوبة، وصحبتهم ثلاثمائة فارس، وشكندة صحبتهم، وأمرهم أنهم إذا فتحوا البلاد يسلموها له، على أن يكون لشكندة النصف والربع من البلاد والربع خالصا للسلطان، فخرجوا مستهل شعبان، فوصلوا إلى دنقلة فى الثالث عشر من شوال فلتما قربوا منها خرج إليهم داود وإخوته وبنو(4) عمه فى جيشه، ركابا(5) على النجب بأيديهم الحراب، وليس عليهم غير أكسية سود يسموا: الدكاديك، فهاوشوهم القتال، فهربوا، وقتل منهم خلق كثير، وأسر اكثر مما قتل، حتى آبيع كل رأس منهم بثلاثة دراهم، (1) فى الأصل: لمقيما".
(2) ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص 443 - 445، اليونينى ذيل مرآة الزمان ج3 ص 111، البرزالى . المقتفى ج1 ص344، النويرى. نهاية الأرب ج30 ص 341 - 342، الدوادارى كنز الدرر ج8 ص183، الفاخرى. التاريخ ج1 ص 107، الذهبى. تاريخ الإسلام ج15 ص 202، المختار ص280.
(3) مزيد للإيضاح.
(4) فى الأصل: "وينى".
(5) فى الأصل: "ركاب".
Bogga 206