205

============================================================

نيابة عن نور الدين الشهيد(1).

وباب الدربند الذي لسيس يعرف بالدروب، وتعرف(2) [تلك الأرض وأعمالها](2) بالعواصم، وفيها كان الغزو والحروب، وأهلها هم أهل رباط والغزو والجهاد، وكان أمرها مضافا إلى مملكة مصر، وقد أتاها أحمد بن طولون - صاحب مصر - لما افتتح أنطاكية فى سنة خمس وستين ومائتين، ومضى إلى طرسوس، فدخلها فى ربيع الأول من السنة المذكورة، وهي يومئذ - للمسلمين، وولى عليها واليأ من قبله اسمه بلخشي، وكان عزمه أن [147) يقيم فى هذه الثغور لطيبة أرضها، ولأجل قربه من الجهاد فبلغه خروج ولده عن طاعته فعاد إلى مصر عجلا، ثم توفى رحمه الله تعالى (4).

وفى أيام كافور الإخشيدي - الذي كان سلطان مصر - حصل التهاون في أمر الثغور، فقصدها الملك تكفور فاحتمأت عليه، فأحرق ضياعها بالنار وقطع أشجارها، وأخرب ما حولها من البلاد، واتصل ذلك بكافور، فتهاون، فرأى ليلة من الليالى فى المنام كأنه طلع إلى السماء ومعه قادوم، وصار يهدم فى السماء بيده، فلما أصبح طلب المعبرين، وقص عليهم المنام، فقالوا له: أنت رجل تهدم الدين وتبطل الجهاد.

فعند ذلك استيقظ كافور لنفسه، وجهز مقدما يعرف بابن الزعفراني وصحبه جيش كثيف، فدخلوا إلى الثغور، وأزاحوا عنها التكفور، والله أعلم(5).

(1) ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص 440 -442، الدوادارى. كنز الدررج8 ص180.

(2) فى الأصل: "ويعرف".

(3) مزيد لاستقامة المتن، وراجع : الدوادارى. كثز الدررج8 ص 180.

(4) ابن عبد الظاهر . الروض الزاهر ص 441 - 442، الدوادارى. كثز الدررج8 ص180 (5) ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص 442 ، النويرى. نهاية الأرب ج 30 ص340 - 341، الدوادارى كنز الدررج8 ص181، الذهبى. تاريخ الإسلام ج15 ص198- 199، المختار ص276- 277.

205

Bogga 205