============================================================
وسيأتي من ذكره أشياء أخر إن شاء الله تعالى.
وفي هذه السنة جمع أبغا عساكره ورحل، ونزل بهم بموغان، وأقام خمس(1) عشرة ليلة يطعموا خيولهم حتى قويت، ثم سار من ذلك المكان إلى أن وصل أردويل(2) فأمر عساكره بإخفاته، وأن لا يشنعوا بمسيره معهم، ومن تحدث بذلك مات، فأخفوه ورحلوا من أردويل(2)، ولم يزالوا سائرين خمسة وخمسين يوما يرعون الزراعات إلى أن صار بينه وبين براق خمسة أيام، فاتفق مع آمرائه أن يحملوا زوادتهم(1) خمسة أيام مطبوخة بحيث لا يقدوا فيها تارا، [32ب] ثم عين من كل مائة فارس عشرة يتقدمون يتخطفون(5) لهم الأخبار، فكانت عدتهم خمسة آلاف فارس، فساروا إلى أن صاروا فى واد بين جبلين، وكان قد أمرهم أن يقتلوا(2) كل من لقوه فى طريقهم، فمازالوا كذلك إلى أن أشرفوا على يزك كان براق قد رتبه قدامه فكبسوهم سحرا واستأصلوهم عن آخرهم.
فلما وصل إليهم أبغا أعجبه ذلك، وعرفوه أن المسافة بينه وبين براق يوم ونصف، فسار ليلا، فلما أصبحوا لم يشعروا إلا وعسكر براق قدامهم، وكان فى طرفه أمير مقدم ثلاثة آلاف، يقال له: أرغوا(1)، فلما كبسهم عسكر أبغا هرب ناحية بنفسه، ووصل الاسماعيلية أنه أعرجا، فقالوا: الإله لا يكون به نقص فى الأعضاء، وهموا بقتله إن لم يكون غير أعرج، فلما علم ذلك تحيل أن جعل له وصلة فى رجله تساوى رجله الأخرى، ولبس سائر ما عليه لبده وكذلك رجلاه ونزل معهما إلى مقتاة بها بطيخ، وكان فى شهر رمضان، فأكل منها، ولم يكن قبل ذلك رأوه يأكل. ثم قال لهم: كلوا، فإنى قد رفعت عنكم التكاليف. فأكلوا، ولم يروا به عرج، فزادهم طغيانا".
(1) فى الأصل: "خمسة عشر.
(2) فى الأصل: "أردول".
(3) نفسه.
(4) فى الأصل: "زوادته".
(5)فى الأصل: "ايتقدموا يتخطفوا".
(6) فى الأصل: "يقتلون".
(7) كذا فى الأصل وكنز الدرر للدوادارى ج8 ص 148، بينما رسم الاسم فى ذيل مرآةة
Bogga 170