فأمَّا قول أبي حَيَّةَ النُّمَيري١:
وعاد لنا حلو الشباب ربيح ... وقالوا حمام قلت حُم لقاؤها
وقول جِرانِ العَود٢:
فأمَّا العُقاب فهي يمنها عقوبة ... وأمَّا الغراب فالغريب المطوح
وقول٣ سَوَّارِ بن المُضَرَّب٤:
فكان البان أن بانت سليمى ... وفي الغرب اغتراب غير داني
وقول الشَّنفَرَى٥:
فقال غراب لاغتراب من النوى ... وبالبان بينٌ من حبيب تعاشره
وقول الآخر٦:
دعا صُرَدٌ يومًا على غصن شَوْحَطٍ ... فطار بذات البين مني غرابها
فقلت أتصريد وشحط وغربة ... فهذا لعمري نأيها واغترابها
فليس باشتقاق صحيح.
بل أُخذ "حُمَّ" من الحمام على جهة التفاؤل، ٧والبينونة من البان، والاغتراب من الغَرب، والتصريد والشحط من الصُّرَد والشوحط، والعقوبة من العُقاب، على جهة التطير. وإِلَّا فهذه المعاني ليست بموجودة في هذه الأشياء، كما أن الاغتراب موجود في غراب، والجرد في جرادة.
_________
١ من قصيدة له. زهر الآداب ٢: ١٦٧، ١٦٨ والحيوان ٣: ٤٤٥، ٤٤٦. وحم: قضى وقرب. وعاد: رجع. والربيح: ما فيه ربح كثير، خبر لمبتدأ محذوف.
٢ ديوانه ص٣ والحيوان ٣: ٤٤١. والمطوح: البعيد.
٣ م: وقال.
٤ قبله في الحيوان ٣: ٤٤٠:
تغني الطائران ببينِ ليلى ... على غصنين من غَرَبٍ وبانِ
وينسب الشعر أيضًا إلى المعلوط وجحدر العكلي. انظر عيون الأخبار ١: ١٤٩ والكامل ص١٢٦ ونثار الأزهار ص٧٥. والغرب والبان: نوعان من الشجر. وبانت فارقت.
٥ من أبيات تنسب إلى كُثير عزة وإلى شاعر سهميّ. وقبله:
رأيت غرابا ساقطا فوق بانة ... ينتف أعلى ريشه ويطايره
فقلت ولو أني أشاء زجرته ... بنفسي للنهديّ هل أنت زاجره
ديوان كثير ١: ١٩٢، ١٩٥ وعيون الأخبار ١: ١٤٧، ١٤٨ والحيوان ٣: ٤٤١ وزهر الآداب ٢: ١٦٩ والمحاسن والمساوئ ٢: ١٥، ١٦ والمستطرف ٢: ١٦٩. والنوى: الفراق.
٦ زهر الآداب ٢: ١٦٨ والحيوان ٣: ٤٣٧. وسقط البيت الثاني من م. والصرد: طائر. والشوحط: شجر. والتصريد: القطيعة. والشحط: البعد.
٧ م: التفوّل.
1 / 45