الصدفي. ثم أنظر كم من مسائل النحو أفدت.
ومما يستطرف ذكره هنا أن الشاهد النحوي المعروف "أكلوني البراغيث" لم أجده منسوبًا لقائل، في كتاب من كتب النحو التي أعرفها، على حين وجدته منسوبًا لقائل، في كتاب من كتب النحو التي أعرفها، على حين وجدته في كتاب أبي عبيدة " مجاز القرآن" منسوبًا لأبي عمرو الهذلي (١) .
وخذ كتابًا لغويًا مثل "المخصص" لابن سيده - وهو معاجم المعاني كما عرفت - تجد فيه نحوًا كثيرًا، وصرفًا كثيرًا، بل إن هذا الكتاب اللغوي يعد توثيقًا كبيرًا لآراء أبي على الفارسي، في النحو والصرف، حيث تراه قد أكثر من النقل عنه كثرة ظاهرة (٢) .
وإنك لتقضى العجب حين ترى كثيرًا من الدراسات النحوية المعاصرة - والتي هوجم النحو العربي فيها هجومًا كاسحًا أكولا - قد اتكأت على كتب النحو المتأخرة، ابتداءً بابن هشام، وانتهاء بالصبان، تاركة وراءها كتب النحو الأولى، وكتب الفنون التراثية الأخرى، التي
_________
(١) مجاز القرآن ١/١٠١، ٢/٣٤. وأبو عمرو الهذلي هذا: من فصحاء الأعراب الذين سمع منهم أبو عبيدة، وذكره في غير موضع من كتابه.
وإن في وجود هذا الشاعر وعزوه، في كتاب أبي عبيد معمر بن المثنى، المتوفى بين سنتي ٢٠٨ - ٢١٣: دليلًا على أن هذا الشاهد قديم في كلام العرب، وأنه ليس من صنع النحاة، حتى يتخذ مادة للسخرية والإضحاك البارد!
(٢) وقد ذكره في الجزء الأول من المخصص مائة وإحدى وعشرين مرة، كما أحصى الأستاذ محمد الطالبي. فماذا في الأجزاء الباقية، وهي ستة عشر جزءًا؟ انظر: ابن سيده المرسى، حياه وآثاره ص١٤٦ - وأشكر أخي الدكتور عيادًا الثبيتي، الذي أمدني بهذا الكتاب القيم.
1 / 37