ابن أكسب بما [كان (١)] وعده [به (١)]، ثم سار فخر الدولة بن جهير إلى ميافارقين، ومعه الأمير بهاء الدولة [منصور (١)] بن مزيد - صاحب الحلة - وابنه الأمير سيف الدولة صدقة، ففارقوه، وعاد إلى العراق. ثم نازل فخر الدولة خلاط.
ولما بلغ السلطان جلال الدولة (ملكشاه) انهزام شرف الدولة وحصره بآمد، لم يشك في أسره، فخلع على الوزير عميد الدولة بن فخر الدولة بن جهير، وسيّره في جيش كثيف إلى الموصل، وسيّر معه من الأمراء: الأمير قسيم الدولة آق سنقر الحاجب - المقدم ذكره -؛ وكان الأمير أرتق قد رجع إلى السلطان، وعاد صحبته (٢) عميد الدولة من الطريق، ونازلوا الموصل وأرسلوا إلى أهلها يشيرون عليهم بطاعة السلطان، ففتحوا البلد وسلموه إليهم؛ وسار السلطان بنفسه إلى بلاد شرف الدولة ليملكها، (٣) وكانت بلاده الموصل، وديار ربيعة أجمع، ومدينة حلب، ومنبج، وما بينهما من البلاد الجزيرية والفراتية (٣)؛ فأتاه الخبر بحركة أخيه تكش بخراسان، ورأى شرف الدولة قد خرج من الحصر، فأرسل مؤيد الملك بن نظام الملك إلى شرف الدولة - وهو مقابل الرحبة - فأعطاه العهود والمواثيق، فحضر إلى عند السلطان - وهو بالبوازيج (٤) - فخلع عليه، وذلك سلخ رجب، وكانت أمواله قد ذهبت، فاقترض ما خدم به [٧]، وحمل للسلطان خيلا رائقة (٥)،
_________
(١) ما بين الحاصرتين زيادات عن ابن الاثير للايضاح.
(٢) في الأصل: «وحاد عن صحبه عميد الدولة». والتصحيح عن: (ابن الأثير: ج ١٠، ص ٥٤ - ٥٥).
(٣) هذه الجملة غير موجودة في ابن الأثير، وإنما أضافها ابن واصل للايضاح، وهكذا اعتاد عند ذكر أسماء الأعلام والبلدان أن يضيف اليها ما يعرف بها.
(٤) في الأصل: «البواريج»، وقد ضبطت بعد مراجعة ابن الأثير وياقوت، وقد عرفها الأخير في (معجم البلدان) بأنها بلد قرب تكريت على فم الزاب الأسفل حيث يصب في دجلة، ويقال لها بوازيج الملك وهى من اعمال الموصل؛ ثم قال: وبوازيج الأنبار موضع آخر.
(٥) في الأصل: «رابعة»، والتصحيح عن ابن الأثير.
1 / 13