وأيضا فإن كانت هذه الكواكب الخمسة إنما اختلفت سيرها وصار لها رجوع لأنها ربطت بالشمس والقمر فقد كان ينبغي أن يكون سير الشمس والقمر في كل يوم مثل سير الوسط لأنه لا رجوع لهما ونحن قد نجد لهما اختلاف مسير وكل ما ذكرنا دليل على بطلان قولهم وتكذيبهم وقد يكذب هؤلاء أيضا فيما ادعوا من علة درجة شرف الكواكب وبيوتها واختلاف سيرها ورجوعها كل الفلاسفة والعلماء بصناعة النجوم من أهل فارس والهند واليونانيين وبعضهم يقول إن الكواكب السبعة ابتدأت بالحركة من أول الحمل فسارت على حالها التي هي عليها الآن وعلى ذلك يقومون الكواكب وكلهم متفقون على أن سيرها لم يتغير عما كانت عليه وإنها لم تختلف عن حالها ولا عن حركتها التي لم تزل عليها وإن لكل واحد منها على حدته خاصية في ذاته ولونه وحركته والعلة التي لها خص كل واحد منها بحال لا يزول عنه وهو مخالف بها صاحبه هي أن ينفعل عن حركته التي خص بها من الكون والفساد في هذا العالم خلاف ما ينفعل عن حركة غيره الفصل السادس في علة أشراف الكواكب على ما زعم بطلميوس
قال بطلميوس صاحب كتاب الأحكام إنا لما وجدنا الشمس إذا كانت في الحمل ابتدأت بالصعود إلى الشمال وإلى سمت رؤوسنا وزاد طول النهار على الليل وزادت طبيعة الحر وإذا صارت في الميزان نقص النهار عن الليل وانحطت إلى الجنوب فلذلك جعل الحمل شرف الشمس والميزان الذي هو خلاف الحمل ونظيره جعل هبوطها
Bogga 474