200

Mudkhal Kabir

Noocyada

وأما ما ذكروا من أنها كونت في درج أشرافها وابتدأت بالحركة من تلك الدرج وكانت تسير في كل يوم بسير أوساطها ثم ربطت إلى الشمس والقمر فاختلف سيرها وصار لها رجوع فإن كان الصانع البارئ تبارك وتعالى أنشأ هذه الكواكب السبعة في ابتداء كونها في درج أشرافها من بروجها على الحال والحركة التي زعموا ثم أراد أن يغير حركاتها عما كانت عليه فربط هذه الخمسة بالنيرين فلم خصت هذه الخمسة بالرجوع والاستقامة لسبب ذلك الرباط ولم يكن للشمس والقمر رجوع وهما مربوطان بها أيضا وكما أن الكواكب أجرام لها ألوان وهي ترى بألوانها فكذلك ينبغي أن يكون رباطها أجساما لها ألوان مرئية أو لأية علة لم يجعل الصانع عز وجل لها هذه الحركات المختلفة من غير أن يربطها بهما لأنه كما أمكن أن ينشئها في الابتداء فكذلك كان يمكنه أن يغير من حركاتها ما شاء أي وقت شاء من غير أن يربطها بغيرها فإن كان لم يمكنه ذلك إلا بالرباط فهو عاجز عنها وهذا قول لا يعتقده إلا جاهل لا يعرف قدرة الله على الأشياء جل وتعالى عما يقول المبطلون

Bogga 470