202

Mudkhal Kabir

Noocyada

وأما زحل فإن طبيعته باردة فلبرد طبيعته يضاد طبيعة الشمس الحارة لأن الحر إذا زاد نقص البرد والبرد إذا زاد نقص الحر فجعل الميزان شرف زحل والحمل هبوطه خلاف ما جعلوه للشمس وجعل الثور شرف القمر لأن الشمس إذا كانت في الحمل وكان القمر في الثور كان أول ما يظهر ضوئه وهو أيضا أول تثليث القمر وجعلوا هبوطه العقرب لأنه نظير شرفه وجعلوا السرطان شرف المشتري لأن المشتري بطبيعته دال على رياح الشمال المعتدلة فإذا كان في السرطان تنشؤ رياح الشمال المنشئة المنبتة بإذن الله وتقوى طبيعة المشتري وجعلوا الجدي هبوطه لأنه نظير شرفه وجعلوا الجدي شرف المريخ لأن الجدي جنوبي وهو نظير شرف المشتري ولأن طبيعة المريخ محرقة جنوبية فإذا صار فيه قو يت حرارته وجعلوا السرطان هبوطه لأنه نظير شرفه وجعلوا الحوت شرف الزهرة لأن طبيعة الحوت الرطوبة وفيه تبتدئ رطوبة زمان الربيع والزهرة رطبة وإذا صارت فيه قو يت رطو بتها وجعلوا السنبلة هبوطها لأنها نظير شرفها وجعلوا السنبلة شرف عطارد لأن السنبلة برج فيها يبتدئ يبس زمان الخريف وطبيعة عطارد إلى اليبس ما هي فإذا صار فيها قوي يبسه وجعلوا الحوت هبوطه لأنه نظير شرفه الفصل السابع في علة أشراف الكواكب على ما يوافق قول هرمس

إن الأشياء التي لها ابتداء هي في أول ابتدائها في إقبال وزيادة وفي وسطها أقوى وأشد ما تكون وفي آخرها تكون مدبرة ضعيفة والدليل على ذلك أن كل مطبوع من حيوان أو نبات فإنه في حداثته يكون مقبلا زائدا وفي وسطه أقوى ما يكون وفي آخره يكون مدبرا ضعيفا فلذلك يقال إن كل كوكب في ابتداء البروج يكون مقبلا زائدا وفي وسطها أقوى ما يكون وفي آخرها يكون مدبرا ضعيفا وكذلك هي في أول تشريقها واستقامتها ووسطها وآخرها

Bogga 478