نظير قوله :
إن للخير وللشر مدى
وكلا ذلك وجه وقبل
فما توهم بعضهم من ان ابتداء الكلام قوله والمعاملة فقد اخطاء يظهر وجه خطائه من مراجعة شرح القوشجى عند قول الخواجه في بحث القضاء والقدر لان النوع محتاج الى التعاضد فان التفتاذانى اخذ هذا الكلام من هناك.
ولهم في دخول اللام على لفظة «غير» كلام.
قال في المصباح : غير يكون وصفا للنكرة ، تقول : جاءني رجل غيرك ، وقوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم ) إنما وصف بها المعرفة ، لانها اشبهت المعرفة باضافتها الى المعرفة فعوملت معاملتها ، ووصف بها المعرفة ، ومن هنا اجترأ بعضهم ، فادخل عليها الالف واللام ، لانها لما شابهت المعرفة باضافتها الى المعرفة ، جاز ان يدخلها ما يعاقب الاضافة وهو الالف واللام ،
ولك أن تمنع الاستدلال ، وتقول : الاضافة هنا ليست للتعريف بل للتخصيص ، والالف واللام لا تفيد تخصيصا فلا تعاقب اضافة التخصص ، مثل سوى وحسب ، فانه يضاف للتخصص ، ولا تدخله الالف واللام ، انتهى.
وقال بعض المحققين : ان النحاة قد منعوا غير باللام ، مع كونه مضافا ، وان كان نكرة ، ولم يوجد ذلك ايضا في كلام العرب العرباء ، ولكن يوجد في كلام بعض العلماء ، كأنهم جعلوه بمعنى المغاير ، انتهى.
والدليل على عدم تناول المعاملة والعدل للجزئيات ، ما نراه من التحير واختلاف الاراء ، من الذين يرون انفسهم اعقل العقلاء في المجتمع ، في الامور الجزئية التافهة ، ككون الانسان منسوبا الى
Bogga 43