252

اذا كان ظرفا او شبهه ، نحو قولك : «اللهم ارزقني من عدوك البراءة واليك الفرار» قال الله تعالى : ( ولا تأخذكم بهما رأفة ) ورحمة) وقال : ( فلما بلغ معه السعي ).

ثم قال : ما نقله الشارح : بأدنى تغيير ، وهو قوله : (ومثل هذا كثير في الكلام والتقدير)، الذي ادعاه الزمخشري ، تكلف غير محتاج اليه.

(و) ان قلنا : بان المصدر مؤول بحرف مصدري مع الفعل ، لأنه : (ليس كل ما اول بشيء ، حكمه حكم ذلك الشيء)، فلا منع من تأويل المصدر بحرف مصدري من جهة المعنى ، مع انه لا تلزمه احكامه.

واما عدم تقدم مفعوله الصريح ، فذلك لضعف عمله ، لما اشرنا اليه آنفا. (مع ان الظرف) وشبهه ، (مما يكفيه رائحة من الفعل ، ولهذا اتسع في الظروف) وشبهها ، (ما لم يتسع في غيرها).

قال ابن هشام في القاعدة الثامنة ، من الباب الثامن : انهم يتسعون في الظرف والمجرور ما لا يتسعون في غيرهما ، فلذلك فصلوا بهما الفعل الناقص من معموله ، نحو : كان في الدار او عندك زيد جالسا وفعل التعجب من المتعجب منه ، نحو : ما أحسن في الهيجاء لقاء زيد وما اثبت عند الحرب زيدا ، وبين الحرف الناسخ ومنسوخه ، نحو قوله :

فلا تلحنى فيها فان بحبها

اخاك مصاب القلب جم بلابله

وبين الاستفهام والقول الجاري مجرى الظن ، كقوله :

ابعد بعد تقول الدار جامعة

شملي بهم ام دوام البعد

وفي بعض النسخ المصراع الثاني هكذا : شملي بهم ام تقول البعد

Bogga 254