============================================================
يجب أن يقول: آمثت باللله، ......
ثم لما ثبت انتهاء الموجودات إلى واجب الوجود لذاته والعدم على الواجب ممتنع؛ لأن ما ثبت قدمه استحال عدمه لزم كونه أزليا أبديا، فهو قديم لا أول لوجوده، وباق لا آخر لشهوده، فيرجع معنى القدم والبقاء في حقه سبحانه وتعالى إلى الصفات السلبية (1)، وإن عدهما بعضهم في النعوت الثبوتية؛ لأن معنى البقاء في حقه سبحانه وتعالى نفي عدم لاحق في الأبد، كما أن القدم عبارة عن نفي عدم سابق في الأزل فيرجع معناهما إلى نفي العدم، ولذا قال التوربشتي في معتقده: إن الموجود والقديم من أسماء الذات.
قال الامام الأعظم: (يجب)، أي يفرض فرضأ عينيا بعد ما يحصل علميا يقينيا (أن يقول)، أي المكلف بلسانه المطابق لما في جنانه (آمنت بالله)، وفيه إشعار بأن الإقرار له اعتبار على خلاف في أنه شطر للإيمان(2)، إلا أنه في بعض الأحيان، أو شرط لإجراء أحكام الإيمان، تعالى يقول: أتم خلقوا من غير شق و أم هم الخلفوب ام خلقوا السملوت رالأرض بل لا يوقنون) [الطور: 35، 36]، العدم لا يحدث وجودا، العدم ليس بشيء كيف يصدر عنه شيء: (1) الصفات السلبية هي الصفات التي تسلب وتتفي عن الله جل جلاله أضدادها وهي خمسة: القدم والبقاء والوحدانية ومخالفة الحوادث (المخلوقات) والقيام بالنفس فيستحيل عليه جل جلاله الحدوث والقناء، والتعدد، وموافقة المخلوفات والحاجة إلى شيء جل جلاله. وهو اصطلاح لأهل علم التوحيد، ولا مشاحة في الاصطلاح .
(2) شطر الإيمان، أي جزء الإيمان بحيث إذا فقد مته شيء نقص الايمان أو زال، =
Bogga 55