============================================================
والخير إلى نور الرحمن، وكبعض الوثنيين من العوام ينسبون بعض الآثار إلى الأصنام، كما أخبر الله سبحانه وتعالى عنهم بقوله: { إن نقول إلا أغتردك بعض ءالهتنا يسوو) [هود: 54]، وكالصابئين(1) وبعض المنججمين حيث ال ينسبون بعض الأثار إلى الكواكب لما فيها من الأنوار، سبحانه وتعالى عما يشركون؛ وبعضهم بانكار ما جعل الله سبحانه إنكاره كفرا، كالبعث واحياء الموتى في دار القرار.
وهذا المقدار كاف لأولي الأبصار، ولذا أعرضنا عن المقدمات العقلية التي رتبها النظار على سبيل الاستظهار؛ ومجمله أن العالم حادث بمعنى مخدث وجد بعد العدم، وهو محتاج إلى محدث موصوف بصفة القدم، وذلك المحدث الموجد هو الله سبحانه كما يشير إليه قوله تعالى: الله خللق كل شقر) [الزمر: 62]، وقوله تعالى: إن ريكر الله ألذى خلق السنوت وألأض فى سية أيار} [الأعراف: 54]، فمن قال بقدم العالم فهو(2) كافر.
ثم لم يزالا متباينين، ثم تفرق منهما جزان، والنور خير حكيم بطبعه، وإن الظلام شر سفيه بطبعه.
(1) الصابيين: قوم عبدوا الكواكب دون الله تعالى، وذكر بعض المؤرخين أن أصل دينهم دين سماوي، ثم حرفه من حرفه إلى آن جعله وثنيا، ومن هنا اختلفوا في ذبيحتهم، تحل أو لا؟
(2) من قال بقدم العالم: لقد كفر علماء المسلمين الفلاسفة القائلين بقدم العالم أي أته لا أول له، لأنه يقتضي تفي وجود الخالق أو نفي الخالقية لله تعالى، والله -
Bogga 54