============================================================
ال وانما جاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لبيان التوحيد وتبيان التفريد، ولذا أطبقت كلمتهم وأجمعت حجتهم على كلمة: لا إله إلا الله، ال ولم يؤمروا بأن يأمروا أهل ملتهم بأن يقولوا: الله موجود، بل قصدوا اظهار أن غيره ليس بمعبود ردا لما توهموا وتخيلوا حيث قالو: {هؤلاء شفؤنا عند الله ) [يونس: 18] و { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) [الزمر: 3]، على أن التوحيد يفيد الوجود مع مزيد التأييد.
ثم العقائد يجب أن تؤخذ من الشرع الذي هو الأصل وإن كانت مما يستقل فيه العقل وإلا فعلم إثبات الصانع وعلمه وقدرته لا تتوقف من حيث ذاتها على الكتاب والسنة، ولكنها تتوقف عليهما من حيث الاعتداد بها(1). لأن هذه المباحث إذا لم يعتبر مطابقتها للكتاب والسنة كانت بمنزلة العلم الإللهي للفلاسفة، فحينثذ لا عبرة بها على ما ذكره المحققون؛ فمن الايات الدالة على وجوده وظهور فضله وقدرته وحكمته ولجوده قوله تعالى: إن فى خلق الشملوات والأرض وأختللف اليل والنهار والفلك ألتى تجرى فى البغر بما ينفع الناس وما أنزل الله من الشماه من ماو فأتيا يه الأزض بعد موتها وبث فيها من كل داية وتصريف الريح والتحاب المسخر بين السماله والأرض لأيكت لقور يعقلون} [البقرة: 164] .
فمن أدار نظره في عجائب هذه المذكورات من خلق الأرضين (1) من حيث الاعتداد بها: بأنه اعتبار أنه لا تكليف إلأ بنص شرعي، وهو الكتاب والسنة الشريفة.
Bogga 52