============================================================
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى آن جمعنا فيه قيل وقالوا ولقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا، ورأيت اقرب الطرق طريق القرآن. إقرأ في الإثبات: الرحم على العرش أستوى) [طه : 5] - و - إليه يصعد الكله الطيب) [فاطر: 10]، واقرأ في النفي: ليس كمثله شت*) [الشورى: 211 - و - { ولا يحيطون به علما} [طه: 110] ثم قال : ومن جرب مثل تجوبتي عرف مثل معرفتي: وكذا قال الشهرستاني زحمه الله: إنه لم يجد عن الفلاسفة ال و المتكلمين إلا الحيرة والندم، حيث قال: لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم وكذا قال أبو المعالي الجويني: يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به . وقال عند موته: لقد خضت البحر الخضم وخليت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت في الذي نهوني عنه، والان فإن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي، أو قال على عقيدة عجائز أهل نيسابور.
وكذا قال الخسروشاهي - وكان من آجل تلامذة فخر الدين الرازي - لبعض الفضلاء، ودخل عليه يوما: ما تعتقده؟ قال: ما يعتقده المسلمون. فقال: وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به؟ أو كما قال؟
فقال: نعم، فقال: اشكر الله على هذه النعمة، ولكني والله ما أدري ما أعتقد. وبكى حتى اخضل لحيته.
Bogga 38