============================================================
وقال الخونجي عند موته: ما عرفت مما حصلته شيئا سوى آن الممكن مفتقر إلى المرجح، ثم قال: الافتقار وصف سلبي، أموت وما عرفت شيئا.
ال وقال آخر: أضطجع على فراشي وأضع الملحفة على وجهي وأقابل بين حجج هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر ولم يترجح عندي منها شيء؛ ال ومن يصل إلى مثل هذا الحال إن لم يتداركه الله بالرحمة والإقبال تزندق الوساء له بالمال؛ فالدواء النافع لمثل هذا المرض ما كان طبيب القلوب يتضرع به إلى علام الغيوب ويدعو بقوله: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"(1)، وبقوله: "اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب ال والشهادة اهدني لما اختلفوا فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم"(2)، وبقوله: "الا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،(3).
الومنها: أن القول بالرأي والعقل المجرد في الفقه والشريعة بدعة ل وضلالة، فأولى أن يكون ذلك في علم التوحيد، والصفات بدعة وضلالة، فقد قال فخر الإسلام علي البزودي في أصول الفقه: إنه لم يرد في الشرع دليل على أن العقل موجب، ولا يجوز أن يكون موجبا وعلة بدون الشرع، إذ العلل موضوعاث الشرع، وليس إلى العباد ذلك، لأنه ينزع - أي يسوق- إلى الشركة، فمن جعله موجبا بلا دليل شرعا فقد جاوز حد العباد وتعدى عن حد الشرع على وجه العناد.
(1) (اللهم يا مقلب القلوب)، رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن.
(2) (اللهم فاطر السموات والأرض)، رواه الجماعة إلأ البخاري واللفظ لمسلم وأبي داود والترمذي وأوله: (اللهم رب جبريل).
(3) (لا حول ولا قوة إلأ بالله)، كنز من كنوز العرش . رواه البخاري : كتاب الأذان .
Bogga 39