============================================================
فقال: إنهما يتنازعان في الدين، والمنازعة في الدين بدعة)، كذا في لامفتاح السعادة".
ال ولعل وجه ذم الاخر حيث أطلق؛ فإنه محدث إنزاله، وإنه مكتوب في مصاحفنا ومقروء بألسنتنا ومحفوظ في صدورنا.
وقال الشافعي رحمه الله: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم هو المسمى أو غير المسمى، فاشهد بأنه من أهل الكلام ولا دين له. وقال أيضا: لو علم الناس ما في هذا الكلام من الأهواء لفروا منه فرارهم من الأسد.
وقال مالك رحمه الله(1): لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء. فقال بعض أصحابه في تأويل ذلك: إنه أراد بأهل الأهواء أهل الكلام على أي مذهب كانوا.
ومنها: أنه يؤدي إلى الشك وإلى التردد، فيصير زنديقا بعد ما كان صديقا. فروي عن أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال: علماء الكلام زنادقة، وقال أيضا: لا يصلح صاحب الكلام أبدا، ولا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل. ولقد بالغ فيه حتى هجر الحارث بن أسد المحاسبي مع زهده وورعه بسبب تصنيفه كتابا في الرد على المبتدعة، وقال: ويحك ألست تحكي بدعتهم أولا، ثم ترد عليهم؟
(1) جاء في الذخيرة لأحمد بن إدريس القرافي المتوفى سنة 684ه: أنكر مالك لرواية أحاديث أهل البدع من التجسيم وغيره، ولم ينكر حديث الضحك ولا حديث التنزيل، وأنكر حديث "إن العرش اهتز لموت سعده. الذخيرة .231 /12
Bogga 35