347

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

وإذ قد علمتم معشر المسلمين ما وقع لمن قبلكم من الشدائد والمحن وصبروا عليها، ففازوا برضا الله تعالى ومحبته.

ااى فتأسؤا بمن مضى اذ ظلمتم فالتأسي للنفس فيه عزاء (فتأسوا) أي : تعزوا؛ إذ التأسي التعزي ، من: تأسيت بفلان تعزيت به؛ أي : حملت حالي على حاله، ففي التأسي تسكين النفس على الأمر المشق، وتصبيرها عليه، والتعزي: الحمل على العبر بوعد الأجر، فمعنى التأسي والتعزي واحد، أو متقارب، وساغ ذكرهما على الأول؛ لاختلاف لفظهما (بمن مضى) قبلكم من الكمل في ذلك (إذ) أي : وقت، أو لاجل أن (ظلمتم) من الكفار بما رموكم به من الحسد والبغضاء، والعداوة والقتال (فالتأسي) في المصائب لا سيما بالكمل (للنفس فيه عزاء) أي: تسل وتصبر يحملها على أن لا يصدر منها إلا كمال الأخلاق، والإعراض عن النظر إلى ما يصدر من أهل النفاق والشقاق . وهذذا من التذييل.

أتراكم وفيتم حين خانوا أم تراكم أخسنتم إذ أساؤوا (أتراكم) الفاعل لأهل الكتاب، والمفعول للمسلمين؛ أي : أتظنكم أهل الكتاب (وفيتم) بما عاهدتم الله عليه، فأظهرتم الحق ودمتم على العمل به (حين) طرف لاوفيتم) الواقع موقع المفعول الثاني (خانوا) ما عاهدوا الله عليه، فكتموا الحق وأبوا قبوله من غيرهم (أم) متصلة ؛ لأنها معادلة للهمزة السابقة (تراكم) أهل الكتاب (أحستتم) في اتباع نبيكم في جميع ما جاء به، فلم تغيروا منه شيئا قط، ولم تبدلوا في حياته ولا بعد وفاته (إذ أساؤوا) الطريق، فلم يستمروا على العمل بما جاءتهم به رسلهم، بل بدلوه وغيروه؛ إيثارا لما ينالونه من آتباعهم من الحظوظ الدنيوية

Bogga 347