============================================================
وحكم وأحكام، وعبر وأمثال، وذل وانخفاض، وعلو وارتفاع، وعلى حسن عاقبة الصبر وخشية عاقبة الحسد، وعلى نصر المحق وإن لم يكن له أعوان ولا أنصار، وعلى خذلان المبطل وإن كان أعوانه وأنصاره الوزراء والملوك فضلأ عن غيرهم، وعلى أن التباغض والتحاسد بين الإخوة أمر قديم قلما يسلم منه حميم أو نديم وإن كملوا وجلوا، وعلت مراتبهم، وزكت معادنهم ومذاهبهم؛ لما آن إخوة يوسف وقع منهم ما وقع مع كونهم صلحاء ، بل أنبياء بنص قوله تعالى : { قولواء امنا بالله وما أنزل إلينا.. الآية.
اتفقوا على أن المراد بالأسباط : أولاد يعقوب، فكوننا أمرنا بالإيمان بما أنزل إلى أبيهم وبما أنزل إليهم ظاهرا.. نصى في أنه أنزل عليهم ما يجب علينا الإيمان به اجمالا، وهذا صريح في نبوتهم، وعليه فقد يستشكل ما وقع منهم في هلذه القصة من الأمور الكثيرة التي ظواهرها يجب تنزيه الأتبياء صلى الله عليهم وسلم عنها، بناء على الأصح، بل الصواب: أن الأنبياء جميعهم الرسل وغيرهم معصومون قبل النبوة وبعدها من صغاثر المعاصي وكبائرها، سهوها وعمدها، ويجاب بأن ذلك يتاتى على مذهب كثيرين، بل نقل عن الأكثرين أن العصمة إنما هي بعد النبوة لا قبلها، والأولى : أن يجاب بأن هذه الأمور إنما تستشكل على قواعد شرعنا، أما على شرعهم فتحن لا ندري، وبفرض أنه يوافق شرعنا في ذلك فيحتمل أن لهم تأويلا سوغ لهم ارتكاب ما فعلوه وتعبير كثيرين كالناظم ببغضهم وحسدهم ونحو هذا من العبارات التي ظاهرها لا يليق بهم. إنما هو بناء على عدم نبوتهم، كما هو قول فيهم وأخرج ابن جرير وابن المنذر : أن أبا عمرو قيل له : كيف تقرأ : نرتع ونلعب} بالنون- وهم أنبياء؟! فقال : لم يكونوا يومئذ أنبياء(1).
والحاصل : آنه يجب علينا الإيمان بنزاهتهم وبراءتهم من كل ما لا يليق بهم. اه عبارة الكتاب المذكور: (1) تفسير الطبري (94/12)
Bogga 346