224

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

من صدقه.. فله الرحمة في الدنيا والاخرة) فعلم : أن ذاته الشريفة رحمة للمؤمن والكافر ، كما قال الله تعالى : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ، وروى الدارمي والبيهقي حديث : " إنما أنا رحمة مهداة"(1) وقال بعضهم : زينه ربه بزينة الرحمة، فكان وجوده وجميع شمائله صلى الله عليه وسلم رحمة على الخلق، وقال آخر: الأنبياء خلقوا كلهم من الرحمة، وتبينا صلى الله عليه وسلم عين الرحمة: لا يقال : كيف هو عين الرحمة وقد جاء بالسيف واستباحة الأموال ؟ا لأنا نقول : إنما كان ذلك لمن آدبر واستكبر، ولم ينفع فيه وعظ ولا إرشاد، ومن أوصافه تعالى: الرحمن الرحيم، والجبار والمنتقم: وفي " الشفا " : (وحكي : أنه صلى الله عليه وسلم قال لجبريل : "هل أصابك من هلذه الرخمة شيء؟" قال : نعم ، كنت أخشى العاقبة فأمنت) (2): ولما شج وجهه صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته يوم أحد. قالوا له: لو دعوت عليهم ، فقال : "إني لم أبعث لعانا، ولكن بعثث داعيا ورحمة "(3) ، " أللهم ؛ أغفر لقؤمي فإنهم لا يغلمون "(4) أي : اغفر لهم هذا الشيء المخصوص لا مطلقا ، وإلا.. لأسلموا كلهم ، ذكره ابن حبان(5).

وإنما دعا عليهم يوم الخندق : أن الله تعالى يملأ بطونهم نارا؛ لأنهم شغلوه عن الصلاة الوسطى، فكان الدعاء لله تعالى لا لحظ نفسه (حزم) كله؛ آي : جميع أحواله التي تصدر منه إنما تصدر منه على غاية من الضبط والقوة والشدة الباطنة والظاهرة؛ لأن منشأ ذلك العقل الكامل، وقد مر أنه لا أكمل من عقله ، بل لا مساوي له من نبي ولا ملك: (وعزم) كله، من: عزم على الشيء : قطع به؛ أي: جميع ما يفعله بوحي أو (1) سنن الدارمي (15)، دلائل النبوة (157/1) (2) الشفا(ص58) (3) اخرجه مسلم (2599)، وأبو يعلى (6174)، وليس عندهما أنه قال ذلك يوم أحد (4) أخرجه البخاري (3477)، ومسلم (1792) (5) الإحسان (255/3)

Bogga 224