============================================================
(ولا غير محياه) أي: وجهه صلى الله عليه وسلم( الروضة الغناء) أي: الكثيرة النبات والأزهار والثمار؛ أي: ليست الروضة الغناء إلا وجهه صلى الله عليه وسلم لأنه أحسن الخلق وجها، كما مر مبسوطأ.
شةقل وعن رعنە ز رصنته ومه هو (رحمة)(1) وهي : عطف وميل نفساني، غايتها التفضل والإنعام؛ أي: عينها مبالغة، أو ذوها(2)، وهو خبر مقدم، وأخبر بهذه وما بعدها بلفظ المصدر اشارة إلى أنها قد امتزجت بذاته واستحال انفصالها عنه، حتى كأنها هو، وكأنه هي اي: ركب منها، وطبع عليها، وخلق منها (كله) كما قال تعالى: وما أرسلنكلك إلا رحمة للعكلمين}، ويجوز نصب (رحمة) على الحال على أنها اسم فاعل، أو مفعول لأجله على حذف مضاف!
أي : ذا رحمة، والعالمون هنا : قيل: الجن والإنس، وعليه الجمهور، وقيل: والملائكة، وعليه غير واحد من المحققين ، ويدل عليه أيضا: ليكون للعكلميت نذيرا}، ونقل الفخر الرازي وغيره الإجماع على أنه لم يرسل للملائكة.. مردود ، بل أخذ بعض متأخري أئمتنا المحققين بظاهر خبر مسلم : " وأزسلت إلى الخلق كافة " كما مر، وعلى كل فهو رحمة للمؤمنين بالهداية وبالأمان من القتل ، وللكافرين بتأخير العذاب، ولسائر الحيوانات؛ لأن بوجهه صلى الله عليه وسلم يستسقى الغمام، وبدعائه ينزل قطر السماء، فينبت النبات، ويكون لها سقيا ورعيا، وللمنافقين (3): وقال ابن عباس : (رحمة للبر والفاجر ؛ لأن كل نبي إذا كذب. . أهلك الله من كذبه، ومحمد صلى الله عليه وسلم أخر من كذبه إلى الموت أو إلى يوم القيامة، وأما (1) رحمة خبر مقدم، والمبتدأ المؤخر قوله: كله، وعليه فلا داعي لتقدير: (هو) قبل البيت ، إلا إن أراد أن الضمير المقدر مبتدأ خبره جملة : رحمة كله والله تعالى أعلم (2) اي: صاحبها.
(3) أي : وهو صلى الله عليه وسلم رحمة للمنافقين أيضا 289
Bogga 223