225

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

اجتهاد إنما يفعله مع إمضائه والقطع به من غير إعراض عنه، ومن ثم كان من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه إذا فعل خيرا.. لزمه إدامته، كما وقع له أن ناسأ شغلوه عن سنة الظهر البعدية حتى دخل وقت العصر فصلاهما حينثذ، واستمر يصلي ركعتين بعد العصر إلى وفاته صلى الله عليه وسلم (1).

) كله؛ لأن الله تعالى القى عليه من المهابة ما لا غاية له، ومن ثم قال خارجة بن زيد - كما رواه أبو داوود - (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه)(2) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (كان إذا جلس في المجلس.. احتبى بيديه)(3) وكان كثير السكوت لا يتكلم في غير حاجة، وكان ضحكه تبسمأ، وكلامه فصلا، لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم، وكان مجلسه مجلس علم وحياء وخير وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تنتهك فيه الحرم، إذا تكلم.. أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، جاء إليه رجل فقام بين يديه، فأخذته رعدة شديدة ومهابة ، فقال له : "هون عليك، فإني لست بملك ولا جبار، إنما أنا أبن أمرأة من قريش تأكل القديد بمكة" فنطق الرجل بحاجته ، فقام صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أيها الناس، إني أوحي إلي : أن تواضعوا ، ألا فتواضعوا حتل لا ينغي أحد على أحد ، ولا يفخر أحد على أحد ، وكونوا عباد الله إخوانا"(4) ورأته قيلة بنت مخرمة في المسجد قاعدا القرفصاء فارتعدت من الفرق، رواه أبو داوود(5) وروى مسلم عن عمرو بن العاصي رضي الله تعالى عنه قال : (صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ملأت عيني منه قط، حياء منه وتعظيما له، ولو قيل لي: (1) اخرجه مسلم (835) (2) المراسيل (505) (3) اخرجه آبو داوود (4813).

(4) أخرج القسم الأول منه اين ماجه (3312) ، والطبراني في " الأوسط " (1282)، وأخرج القسم الثاني مسلم (2865)، وأبو داوود (4859)، وابن ماجه (4179) 5) السنن (4814) 2

Bogga 225