145

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

بيد ويترس بأخرى مع عجز ثمانية من رجال الصحابة عن قلبه لما ألقاه دليل راجح وبرهان واضح.

فهذا قدر يسير من جهاده ومقاماته وطرف مختصر من تعداد مواقفه في غزواته، وأمر صدر عنه بين يدي رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أيام حياته وفرض قام به في قتال من كفر بالله (تعالى) وكذب بآياته، يستدل بالمذكور منه على المعرض عنه ويقنع عما لم نشرع فيه بالمنطوق به، فالصنف شاهد للنوع والنوع شاهد للجنس ودلالة الكوكب على المبدع (تعالى) استتبعت دلالة القمر والشمس، وفي ذلك ما يقضي لناظره بثبات القلب وسكون النفس ويلبس عليه حلل اليقين وينزع عنه ملابس اللبس.

ومن بعده فأردفه بذكر شيء من مواقفه التي زلزل فيها ببأسه ثوابت الأقدام، ومقاماته التي دفعته إليها الأقدار في مقاتلة بغاة الإسلام وحروبه التي أنذره بها رسول الله (صلى الله عليه أفضل الصلاة والسلام) من قتاله الناكثين والقاسطين والمارقين الذين مرقوا من الدين مروق السهام، الحاكمة له بشجاعته التي عزم جنانها في الهيجاء أثبت من ثبير ولطى حربها باخترام النفوس يوم الكريهة أشد حرا من لهب السعير وسبق ضربها إلى إزهاق المهج كونه من التقدير يمنع مسابقة التقدير ويكفي في ذلك ما ستقوم به البينة إن شاء الله (تعالى) بذكر وقعة ليلة الهرير.

فمنها وقعة الجمل فإن المجتمعين لها رفضوا عليا ((عليه السلام)) ونقضوا بيعته ونكثوا بعهده وغرروا به وخرجوا عليه وجمعوا الناس لقتاله، مستخفين بعقد بيعته التي لزمهم فرض حكمها مسفين إلى إثارة فتنة عامة باءوا بإثمها، لم ير إلا مقاتلتهم على إسراع نكثهم لبيعته ومقابلتهم على الاقلاع عن مكثهم على الوفاء لله تعالى بطاعته.

وكان من الداخلين في البيعة والملتزمين بها ثم المحرضين ثانيا

Bogga 154