Mashariq Anwaarul Culuub
مشارق أنوار العقول
Noocyada
(ولنا) على أن الكفر شامل للشرك والفسق أدلة منها قوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون))([18]) فإن كلمة من عامة في كل من لم يحكم بما أنزل فيدخل فيه الفاسق المصدق وأيضا فقد علل كفرهم بعدم الحكم فكل ما لم يحكم بما أنزل كان كافرا والفاسق لم يحكم بما أنزل الله أ. ه.
(ومنها): قوله تعالى ((وهل نجازي إلا الكفور))([19]) فإنه يدل على أم كل من يجازى فهو كافر وصاحب الكبيرة ممن يجازى لقوله ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم))([20]) فيكون كافرا.
(واعترض) عليه بأنه خلاف الظاهر لأن ظاهره حصر الجزاء في الكفور وهو متروك قطعا إذ يجازى غير الكفور وهو المثاب لأن الجزاء يعم الثواب والعقاب.
(قلنا): لا نسلم أنه متروك الظاهر بل هو على ظاهره والمجازاة محصورة على الكفور الشامل للمشرك والفاسق ولا تطلق على الثواب والذي يشمل الثواب والعقاب هو الجزاء لا المجازاة.
(ومنها): قوله تعالى بعد إيجاب الحج ومن كفر أي لم يحج فإن الله غني عن العالمين فقد جعل ترك الحج كفرا (واعترض) بأن المراد من جحد وجوبه ولا شك في كفره .
(قلنا): لا نسلم أن المراد ذلك لأن حمل الآية عليه خلاف الظاهر بغير دليل وبحملها عليه يختل نظم القرآن وذلك أنه لو قال مكان ومن كفر ومن جحد وجوبه فإن الله غني عن العالمين لما كان مناسبا بل المناسب حينئذ أن يقول ومن جحد وجوبه فإن الله شديد العقاب.
(ومنها): قوله تعالى ((يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم))([21]) والفاسق ممن وجهه مسود بالمعصية فيكون كافرا (واعترض) بأنا لا نسلم أن كل فاسق كذلك أي مسود الوجه يوم القيامة فإن الآية لا تقتضي ذلك بل هي واردة في بعض الكفار الذين كفروا بعد إيمانهم لقوله ((أكفرتم بعد إيمانكم))([22]).
Bogga 282