273

Mashariq Anwaarul Culuub

مشارق أنوار العقول

Noocyada

( قلنا): الآية واردة في أحوال الناس يوم القيامة فدلت على أنهم صنفان شقي وسعيد كما ترشد إليه سائر الآيات فالسعداء مبيضة وجوههم والأشقياء مسودة وجوههم ووجود صنف ثالث أشقياء لم تسود وجوههم مما لم يدل عليه دليل وإن أمكن عقلا فحمل الآية على التخصيص بغير مخصص تحكم.

(ومنها): قوله تعالى ((إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون))([23]) والفاسق يائس من روح الله أي ثوابه (واعترض) بأن كونه يائسا ممنوع للرجاء الحاصل له بسبب إيمانه (قلنا) لا نسلم أنه راج لأن صاحب الكبيرة مخلد في النار والعياذ بالله كما تقدم بالبرهان القاطع فلا رجاء له أصلا

(ومنها): قوله تعالى ((إنك من تدخل النار فقد أخزيته))([24]) مع قوله إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين وتقديره أن الفاسق يدخل النار للآيات العامة الموعدة وكل من يدخل النار فهو مخزي للآية الأولى وكل مخزي كافر للآية الثانية.

(واعترض) بأن المفرد المحلى باللام وهو الخزي هاهنا لا عموم له عندنا فلا يلزم انحصار الخزي مطلقا في الكافر أو بأن المراد به على تقدير عمومه الخزي الكامل فيلزم حينئذ انحصار أفراده في الكافر لا انحصار أفراد الخزي مطلقا فيه (قلنا) المفرد المحلى باللام عام عندنا وحمل الآية على الخزي الكامل خلاف الظاهر فظهر انحصار جميع أفراد الخزي في الكافر.

(ومنها): قوله تعالى ((وسيق الذين كفروا))([25]) إلى قوله ((وسيق الذين اتقوا))([26]) إذ يعلم منه أن الإنسان إما متق يساق إلى الجنة أو كافر يساق إلى النار.

(واعترض) بأن ذكر قسمين لا يدل على عدم قسم ثالث (قلنا) ثبوت قسم ثالث غير متق ولا كافر خلاف ظاهر الآية سلمنا أنها لا تدل على عدمه لكن لا يجوز ثبوته إلا بدليل ولا دليل هنا (ومنها) قوله عليه السلام ((من ترك صلاة متعمدا فقد كفر في أمثاله))([27]) (واعترض) بأن الآحاد لا تعارض الإجماع المنعقد قبل حدوث المخالفين.

Bogga 283