Mashariq Anwaarul Culuub

Nooruddin Al-Salmi d. 1332 AH
271

Mashariq Anwaarul Culuub

مشارق أنوار العقول

Noocyada

( وخامسها): قوله تعالى ((يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر))([13]) إلى قوله ((وكنا نكذب بيوم الدين))([14]) فثبت بذلك أن كل مجرم داخل في النار مشرك ولا شبهة أن الفاسق مجرم يدخل النار (قلنا) إن الآية على غير ظاهرها وإلا لزم كون كل مجرم مكذبا بيوم القيامة وهو باطل قطعا اه.

(سادسها): قوله تعالى حكاية عن موسى وهارون ((إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى))([15]) فإنه يدل على انحصار العذاب في المكذب وهو مشرك ولا شك أن الفاسق معذب لما ورد فيه من الوعيد.

(قلنا): هو بخلاف الظاهر للاتفاق على عذاب شارب الخمر والزاني مع أنه غير مكذب لله تعالى بل اليهود والنصارى لا يكذبون الله تعالى. اه.

(سابعها): قوله تعالى ((فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى))([16]) فإنه يدل على أن كل من يصلى النار فهو مشرك والفاسق يصلاها للآيات العامة الموعدة بدخولها.

(قلنا): لعل ذلك نار خاصة يعني أن الضمير في يصلاها عائد إلى نار منكرة فلعل تنكيرها للوحدة النوعية فتكون نارا مخصوصة لا يصلاها إلا المشرك. اه.

(ثامنها): قوله تعالى في حق من خفت موازينه ((ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون))([17]) والفاسق من خفت موازينه وكل من خفت موازينه فهو مكذب بالآية المذكوره وكل مكذب مشرك (قلنا) قوله تعالى ((ألم تكن آياتي تتلى عليكم)) الآية خطاب خاص لمن كذب بالآيات وأما الفساق فمسكوت عنهم في الآية ولا يلزم من كونهم ممن خفت موازينه كونهم داخلين تحت هذا الخطاب لاحتمال أن يقدر محذوفا أي فيقال لبعضهم، وهذا وإن كان خلاف الظاهر فهو ثابت بأدلة قطعية كما ستعرفه إن شاء الله تعالى.

(وذهبت) الأشعرية إلى أن فاعل الكبيرة مؤمن واستدلوا بأدلة تقدم الكلام عليها في باب الإيمان والإسلام والحاصل أن كل فرقة جعلت الكفر مقابلا للإيمان فعلى حسب اختلافهم في الإيمان يكون اختلافهم في الكفر.

Bogga 281