والخامس : أن إعجازه هو ما فيه من الأخبار مما علموه أو لم يعلموه فإذا سألوا عرفوا صحته وتحققوا صدقه كالذي حكاه من قصة أهل الكهف، وموسى والخضر وذي القرنين وقصص الأنبياء مع أممهم.
والسادس : أن وجه إعجازه هو ما فيه من علم الغيب والأخبار بما يكون فيوجد على صدقه وصحته مثل قوله تعالى: ((قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين))[البقرة: 94]. ثم قال: ((ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين))[البقرة: 95]. وقوله لقريش: ((فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا))[البقرة: 24]. فقطع بأنهم لا يفعلون.
والسابع: أن وجه إعجازه هو كونه جامعا لعلوم لم تعرفها العرب ولا يتعاطى عليها فيها الكلام ولا يحيط بها من علماء الأمم واحد، ولا اشتمل عليها كتاب قال عز من قائل: ((ما فرطنا في الكتاب من شيء))[الأنعام: 38]. وقال: ((تبيانا لكل شيء))[النحل: 89]. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (فيه خبر ما قبلكم وخبر ما بعدكم هو الفصل ليس بالهزل من طلب الهدى في غيره ضل).
والثامن: الصرفة وهو أن الله صرف هممهم عن معارضته مع تحديهم بأن يأتوا بسورة من مثله فلم تخدعهم أنفة التحدي، وصبروا على نقيصة العجز فلم يعارضوه وهم فصحاء العرب مع توفر دواعيهم على إبطاله، وبذل نفوسهم في قتاله، فصار بذلك معجزا لخروجه عن العادة كخروج المعجزات.
Bogga 76