Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Noocyada
ثم قال تعالى: ((تسقى من عين آنية (5))) وتفسير الآنية: هي النار الحامية، فمن أعمل أو أشغل أو أدأب أو أكرب أو أنصب ممن أنصبه وأعمله وشغله كرب العذاب والنار، وما يشرب من العين الآنية من الماء الحميم الحار.
ثم قال تبارك وتعالى: ((ليس لهم طعام إلا من ضريع (6) لا يسمن ولا يغني من جوع (7))) والضريع في لسان العرب: فهو اليابس الضارع من الشجر، والضارع في اللسان _فأعلم من الأشياء_: فهو النحيف اليابس الذي ليس بذي لين ولا ارتواء، تقول العرب لما يبس من شجرة خشناء تدعى (الشبرق) إذا يبست وأكلت وذهبت رطوبتها ولينها وعادت عيدانا يابسة وشوكا وذبلت: رأينا في أرض كذا وكذا ضريعا من شبرق يابسا مكدودا، والضريع: فمعناه اليابس القاحل الخشن الذي ليس برطب ولا لين، فهو لا يزيد كل بدن أكله إلا يبسا وعجفا ونحافة ، وهزالا وخشنة وجفوفا، فنعوذ بالله الرحمن الرحيم من عذاب النار وأكل الضريع والزقوم.
ثم ذكر سبحانه أهل الطاعة والتقوى الذين صاروا بسعيهم في رضوانه إلي أرضى الرضى فقال فيهم تبارك وتعالى: ((وجوه يومئذ ناعمة (8))) والناعمة: فهي الحسنة الألوان والأسباب ذات البهجة والنضرة والبهاء والازدهار، التي قد رضيت ما كان من سعيها في دار الدنيا لما رأت ما أثابها الله به من النعيم في جنة الخلد والبقاء، قال سبحانه وهو يذكر في هذه السورة بعض صفات أوليائه في الآخرة: ((وجوه يومئذ ناعمة)).
Bogga 259