Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Noocyada
ثم قال: في الحجة: الثالث: أن قوله: بسم الله الرحمن الرحيم لاشك أنه ثناء على الله، وذكر له بالتكريم فوجب أن لا يكون الإعلان به إلا مشروعا كقوله تعالى: ((فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا)) [البقره:200] ومعلوم أن الإنسان إذا كان مفتخرا بأبيه غير مستنكف فإنه يعلن ذكره ويبالغ في إظهاره، أما إذا أخفى ذكره أو أسره دل على كونه مستنكفا منه، فإذا كان المفتخر بأبيه يبالغ في الإعلان والإظهار وجب أن يكون إعلان ذكر الله أولى، عملا بقوله تعالى: ((فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا)) قال: ولهذا السبب نقل أن عليا رضي الله عنه كان مذهبه الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات.
قال: وأقول إن هذه الحجة قوية في نفسي راسخة في عقلي، لا تزول بسبب كلمات المخالفين.
ثم قال: الحجة الرابعة: مارواه الشافعي بإسناده أن معاوية قدم المدينة فصلى لهم، ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر عند الخفض إلى الركوع والسجود، ثم أنه أعاد الصلاة مع التسمية والتكبير.
وقال الشافعي: إن معاوية كان سلطانا عظيم القوة، شديد الشوكة. فلولا أن الأمر بالتسمية كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من المهاجرين والأنصار، وإلا لما قدروا على إظهار الإنكار عليه بسب تركه التسمية ثم قال:
الحجة الخامسة: روى البيهقي في السنن الكبرى، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجهر في الصلاة ب بسم الله الرحمن الرحيم.
Bogga 157