============================================================
ويليه . فطوبى لمن أعل لمقامه ، وشرف بما فوض اليه في اعتمامه والنقيبان، فأحدهما ينظر في مصالح الطالبيين الاكارم ، والاخر يلي آمر الاسرة (1) من بني هاشم وكل متهما عالي الدرجة والمكان ، عظيم القدر جليل الشان وحاجب الباب هو صاحب سيف الامام ، المتعرد بالسياسة في العوام بالعدل في الاحكام فمن سرق قطعه، ومن اتتهك المحرمات ردعه ، ومن قتل قتله، واقتص للمظلوم ممن ظلمه* وبين يديه النواب والاعيان، والحجاب يتقلدون ذلك آجمع ويقتصون في ملأ ومجمع وعارض الحيوش صدد مصالحهم والعرض في الديوان لتخير صالحهم ، واعتبار(2) الاسلحة والدواب [42 1) واصطفاء الاكفاء والشباب الا ان الله سبحاته وتعالى لما أرسل عدابه سلب كلا منهم عقله وصوابه ففذ سهم القضاء، واتشرت جناح الحمام في الفضاء، فلم تنفع الجيه ولا السلاح ولا البواتر ولا الرماح. فوقع الفشل وعم الكسل وساء العمل وكتر الزلل ، ويطل التدبير وحار الوزير: فنزل بهم العدو حين اختلوا ، و* ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا"(2) ولقد كانت الملوك كالاسود الضواري ، أو كالعقبان على ظهور المهاريء والمماليك كالبدور والبزاة والصقور والملك على سوقه قائم، ورواق المملكة رفيع الدعائم . والايام آعياد وأفراح ، والليالي أعراس ومراح، ورياض الزمان متفتقة الوار، وساعات الايام مشرقة الانوار . وشض العطاء مهزوز الاعطاف، وسحائب الاتعام غدقة النبطاف، وبروق الآمال ممطرة الانواء، وأقطار المواهب عبقة الارجاء وأفنان الافراح خضرة (1) يقصد الاسرة العباسية () اعتبر الشيء : اختبره (3) من كلام امير المؤمنين علي بن ابي طالب في نهج البلاغة (1 : 64، من طبعة محمد محيى الدين عبدالحميد - في القاهرة)
Bogga 27