216

Manhaj Saxaab

Noocyada

============================================================

مشرف إلى رجل وبيده نوب يضرب به المغسلة.

فقال: يا ليتي كنت مثل هذا الرجل أعيش من كسب يدي يوما بيوم و لم أل من هذا الأمر شيئا. وقال له رجل: كيف تحدك يا أمير المؤمنين؟

فقال: أجدني كما قال الله تعالى {ولقد جثتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) (1).

ولما احتضر هشام بن عبد الملك أمير المؤمنين: نظر إلى أولاده وأهله يبكون حوله، فقال لهم: جاد لكم هشام بالدنيا، وجدتم عليه بالبكاء، وترك لكما ما جمع، وتركتم عليه ما اكتسب، ما أعظم منقلب هشام إن لم يغفر الله له.

قال أبو الحسن المسعودي رحمه الله: لما اشتدت علة الرشيد وصار إلى طرسوس، هون الأطباء عليه علته وحقروا أمرها.

فأرسل ماء في القارورة مع جملة قوارير فعرضت على طبيب فارسي كان هناك فجعل ينظر فيها قارورة قارورة، ويقول، [78/ب] ما يقول حت أتى على القارورة التي فيها ماء هارون فنظر فيها، فقال: عرفوا صاحب هذا الماء أنه هالك بعد ثلاث، ومروه فليوص فإنه لا برء له من حسلته هله.

فأتى الغلام هارون فقال له: ما قال لك؟ فحمحم الغلام ولم يبين فعزم عليه فأخبره بما قال. فبكى هارون بكاء شديدا وتمايل على فراشه وجعل يردد هذه الأبيات: ان الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاع محذوراتي مال الطبيب يموت بالداء الذي قد كان يبرئ مثله فيما مضى ذهب المداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومن اشترى(2) (1) سورة الأنعام (الآية: 94).

(2) يا له من شعر قد أصاب فؤادا غير مشغول فجزى الله تعالى قائله ومتأمله

Bogga 215