وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع أميري فقد أطاعني، ومن يعصي أميري فقد عصاني)) .
وقيل: هم العلماء الدينون الذين يعلمون الناس الدين، ويأمرونهم بالمعروف، وينهونهم عن المنكر انتهى.
وهكذا في (الجامع الكافي) في كلام طويل، والحديث أخرجه الشيخان من رواية الأعرج من طريق أبي هريرة مرفوعا، وزاد: أخرجه مسلم من رواية أبي سلمة من حديث أبي هريرة.
والذي ذهب إليه جمهور العلماء قديما وحديثا أن المراد ب {وأولي الأمر منكم} أئمة الحق والهدى، ومنهم علماء الدين العاملون بعلمهم، المعلمون لغيرهم الدين، وأمراء السرايا، وكل من له ولاية شرعية.
وقال الحسن بن عز الدين: {وأولي الأمر منكم} الأئمة بإجماع الأمة عام في وجوب الطاعة، إلا ما خرج بدليل، ويؤخذ من هذا أن قول الإمام حجة فيما يتعلق بالفتاوى دون غيرها، وهو الذي عليه جماهير الأئمة وسائر الأمة، ولقوله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله }[النساء:80].
فإذا كان الإمام مطيعا للرسول فما أفتى به من الأحكام الشرعية وجبت طاعته، وهذا هو المراد بما قيل: إن قول الإمام لا تجوز مخالفته فيما أفتى به من الأحكام الشرعية المطابقة للكتاب والسنة، فأما غير الفتاوي فلم يدل عليها دلالة، فلهذا لم تكن لازمة انتهى.
Bogga 94