243

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[191] وأيضا فإن الجسم إذا كانت خشونته مسرفة وأشرق عليه الضوء كانت صورة الضوء في سطحه مختلفة اختلافا متفاوتا، فيظهر من اختلاف صورة الضوء تفرق الأجزاء واختلاف وضعها، ويظهر من ذلك خشونة الجسم. فإن كان الضوء المشرق على الجسم الخشن من الجهة المقابلة للسطح الخشن، وكان الضوء قويا ولم يظهر في سطح الجسم اختلاف لصورة الضوء، فإن البصر ليس يدرك خشونه الجسم الذي بهذه الصفة إلا إذا أدرك أجزاءه متميزة وأدرك شخوص بعضها وغؤور بعض. فإن كانت خشونة الجسم الذي بهذه الصفة مسرفة، فإن البصر يدرك تميز الأجزاء واختلاف وضعها ويدرك خشونة الجسم في الأكثر. وإن كانت الخشونة يسيرة، وكانت الأجزاء الغائرة والمسام التي في ذلك الجسم في غاية الصغر، فإنها قد تخفى عن البصر في أكثر الأحوال إذا كان الضوء المشرق على الجسم قويا ولم يظهر اختلاف صورته في سطح الجسم. وليس يدرك البصر خشونة الجسم الذي بهذه الصفة إلا من القرب الشديد ومع تأمل أجزاء سطح الجسم. فإذا ظهر للبصر تميز الأجزاء من الجسم الذي بهذه الصفة وشخوص ما هو شاخص من الأجزاء وغؤور ما هوغائر أدرك خشونته. وإن لم يظهر تميز أجزائه ولا غؤورها فليس يدرك خشونته. فالخشونة يدركها البصر من إدراكه لاختلاف أوضاع أجزاء سطح الجسم أو من صورة الضوء التي قد ألفها البصر في سطوح الأجسام الخشنة. وقد يستدل البصر على الخشونة من عدم الصقال، فإذا لم يحس البصر في الجسم بشيء من الصقال حكم بخشونته. إلا أنه كثيرا ما يعرض للبصر الغلط في الخشونة إذا استدل عليها بهذا المعنى، لأنه قد يكون السطح صقيلا ولا يظهر صقاله لأن الصقال ليس يظهر إلا من وضع مخصوص.

<إدراك الملاسة>

Bogga 304