وقال ابن عبد البر عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ ضرب صدر عمر بن الخطاب حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول: «اللهم أخرج ما في صدره من غل، وأبدله إيمانًا» يقولها ثلاثًا (١) .
ولما أسلم قال: إني ذاهب إلى أبي جهل لأعلمه بإسلامي، فإنه أشد الناس عداوة لرسول الله ﷺ، فذهب إليه وطرق عليه الباب فخرج إليه وقال: مرحبًا بعمر، وظن أنه باق على دينه، ما حاجتك؟ قال: جئتك أخبرك أني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله فضرب الباب في وجهه، وقال: قبحك الله وقبح ما جئت به.
وورد في الصحيح: «مازلنا أعزة منذ أسلم عمر» (٢) .
وذكر المحب الطبري من خصائصه أن الله جعله مفتاح الإسلام فقد جاء عن ابن عباس ﵁ قال: نظر رسول الله ﷺ ذات يوم إلى عمر فتبسم فقال: «يا ابن الخطاب أتدري لم تبسمت إليك؟» قال: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله ﷺ: «إن الله تعالى
_________
(١) انظر: ابن عبد البر في الاستيعاب (٣/١١٤٧) ترجمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
والحديث أخرجه: الحاكم في المستدرك (٣/٩١، رقم ٤٤٩٢)، والطبراني في المعجم الكبير (١٢/٣٠٥، رقم ١٣١٩١)، وفي المعجم الأوسط (٢/٢٠، رقم ١٠٩٦)، والأصبهاني في دلائل النبوة (ص ٧٣، رقم ٥٨) عن ابن عمر.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/٦٥): رجاله ثقات.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٣/١٣٤٨، رقم ٣٤٨١) عن عبد الله بن مسعود من قوله.
وأخرجه أيضًا ابن حبان في صحيحه (١٥/٣٠٤، رقم ٦٨٨٠)، وابن أبي شيبة في المصنف (٦/٣٥٤، رقم ٣١٩٧٢)، والبزار في مسنده (٥/٢٧٤، رقم ١٨٨٨)، والطبراني في المعجم الكبير (٩/١٦٥، رقم ٨٨٢١)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٨/٢١١)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (٣/٢٧٠) . وانظر: الإستيعاب (٣/١١٤٩) .
1 / 95