الفداء ﴿عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾، [الأنفال: ٦٧، ٦٨] ١.
وعن ابن عمر: أن النبي ﷺ لما أسر الأسارى يوم بدر استشار أبا بكر فقال: "قومك وعشيرتك فخل سبيلهم"، واستشار عمر فقال: "اقتلهم"، ففاداهم رسول الله فأنزل الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ﴾، [الأنفال: ٦٧]، فلقي النبي ﷺ عمر فقال: "كاد يصيبنا في خلافك شرّ" ٢.
وفي الصحيح عن ابن عباس عن عمر قال: "والله إن كنّا في الجاهلية ما نعدّ للنساء أمرًا حتى أنزل الله عزوجل فيهنّ ما أنزل وقسم لهن ما قسم، قال: فبينا٣ أنا في أمر أتأمّره إذ قالت امرأتي: "لو صنعت كذا وكذا"، قال: فقلت لها: ما لك ههنا فيما تَكَلُّفُكِ٤ في أمر أريده، فقالت لي: "عجبًا لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجعَ، وإن ابنتك لتراجعُ رسول الله ﷺ حتى يظل يومه غضبان"، فقام عمر فأخذ رداءه مكانه حتى دخل حفصة، فقال لها: يا بنيّة إنك لتراجعين رسول الله ﷺ حتى يظل يومه غضبان؟! فقالت حفصة: "والله إنا لنراجعه"، فقلت: تعلمين [أني] ٥ أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله، يا بنيّة لا يغرنك هذه التي أعجبها حُسنها حبّ رسول الله ﷺ إيّاها، - يريد عائشة - قال: ثم خرجت حتى دخلت
١ ابن الجوزي: مناقب ص ٤٢، والحديث سبق تخريجه ص ١٨٨.
٢ الحاكم: المستدرك ٢/٣٢٩، وقال: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". قال الذهبي: "على شرط مسلم". وأورده ابن الجوزي: مناقب ص ٤٣.
٣ مطموس في الأصل، سوى: (فبيـ) .
٤ مطموس في الأصل سوى: (تكلفـ) .
٥ مطموس في الأصل.