على كتبا غليظة أنكرها على فتنكر للسلطان ، دالة عليه (1) بموضعه منه . فلم بزل الغلظة تنمو بينهما حتى فشت فى الناس ولم يمكن المأمون عزل على بن هشام لأنه كان في بلاد الروم ، وعلى فى ناحية بابك ، فلم يأمنه إن بادهه (2) بالعزل . بلغه أن عليا قد أفسد قلوب أصحابه وأهل عسكره بقطع أرزاقهم والسفه عليهم والكبر . فوجه المأمون مجيفا ، وأمره أن يصير إلى على كالمعاتب له المستصلح تقلبه ، وأن يدب بالفساد عليه في عسكره ، وجعل عطاء الجند وعرضهم الى عجيف .
(فدخل عجيف) عسكر على ، فأظهر لعلى غاية التعظيم واستعتبه لأمير المؤمنين ، فاعتذر على وقال لعجيف : أحسب الذى جئت له غير هذا ، فاحذر على نفسك ، فإنى إن لدغتك بالمراغة (3) لدغة أبطأت رقيتك من يلاد الروم (1) . فتذلل عجيف لعلى وتلقي قوله بالتواضع حتى سكن . ثم دب في اسحابه بالفساد ، حتى إذا أحكم عليهم الأيمان بالطاعة مع العطاء ، وعلم سوء تياتهم لعلى ، وأعد رؤساءهم للفرصة ، نخرج على إلى بعض متنزهاته ، وجمع عجيف الجند فقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين بعزل على . فقوبل بالسمع والطاعة لعجيف . فبلغ الخبر عليا فرجع مبادرا . فوثب الجند عليه وعلى أخيه الحسين بن هشام فدفعوهما إلى عجيف ، فأوثقهما بالحديد وحملهما إلى المأمون،
Bogga 64