لما حضر نجاح من الغد دار السلطان ، خلا يه عبيد الله فقال : إنك قلدت أمرا عظيما استفسدت به المنتصر بالله وهو ولى العهد الأكير ، والفتح هو أغلب الناس على أمير المؤمنين ، وإن هما كاداك لم تكن لك بهما طاقة ، فقال نجاح : فما أصنع وقد رهنت لسانى عند أمير المؤمنين ؟ قال عبيد الله : ناكتب إليه رقعة بخبر فيها بأنك صمنت هؤلاء القوم على النبيذ تهويلا عليهم ، ليكفوا عن الخيانة ويعلموا أن لهم من يكشفهم . وتعتدر إلى أمير المؤمنين تسأله إقالتك مما دخلت فيه . وأنا أتولى إيصال الرقمة وأقوم بعذرك . نفخدعه حتى كتب رقعة بخطه بذلك .
مم أمر الفتح صاحب الدار أن يحجب نجاحا قدر ساعة ، فخجاء نجاح ليدخل فحجب . ودخل عبيد الله مع الفتح فقالا للمتوكل : إن نجاحا قد رجع عن جميع باضمن لك ، وهذه رقعته (بخطه) يعتذر مما ضمن ، ويسال الإقالة ، ويخبر ان ذلك كان منه على نبيذ . فلما قرأ المتوكل الرقعة اشتد على نجاح غضبا ، دعا بموسى بن عبد الملك والحسن بن مخلد، فضمنا نجاحا بمال جليل ، فدفع نجاح الى موسى فقتله (1).
حكى أن أبا الحسن على بن هشام . لما ولاه المأمون أذربيجان ، شخص إليها على وشخص المأمون إلى بلاد الروم، دب (2) أبو إسحاق المعتصبم بالله عند المأمون . وكان قد غلب عليه فى إفساد حال أبى الحسن على ين هشام ، لما لخوف من ميل أبي الحسن على بن هشام إلى العباس (3) . فكتب المأمون إلى
Bogga 63