قال الله - عز وجل - { وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي - يعني بني إسرائيل - ليلا إنكم متبعون } أي يتبعكم فرعون وقومه فأمر جبريل عليه الصلاة والسلام أن يجتمع كل أربعة أبيات من بني إسرائيل في بيت ويعلم على تلك الأبواب بدماء الجداء (1) فإن الله - عز وجل - يبعث الملائكة إلى أهل مصر فمن لم يروا على بابه دما دخلوا بيته فقتلوا أبكارهم من أنفسهم وأنعامهم فيشغلهم دفنهم إذا أصبحوا عن طلب موسى عليه الصلاة والسلام ففعلوا واستعاروا حلي أهل مصر وساروا في ليلتهم قبل البحر وهارون - عليه السلام - على المقدمة وموسى - عليه السلام - على الساقة فأصبح فرعون من غد يوم الأحد وقد قتلت الملائكة أبكارهم فشغلوا بدفنهم ثم جمع الجموع فساروا يوم الإثنين ضحى في طلب موسى - عليه السلام - وأصحابه وهامان على مقدمة فرعون في ألفي ألف على الخيل الخضر ليس فيها ماذيانة ، وفرعون في أكثر من ألفي ألف وخمسمائة ألف مقاتل ، فلما ترآى الجمعان جمع موسى عليه الصلاة والسلام وجمع فرعون ، وعاين بعضهم بعضا ، قال أصحاب موسى - عليه السلام - : إنا لمدركون ، البحر أمامنا وفرعون وراءنا ، فقال موسى : كلا لا يدركوننا إن ربي معي سيهديني الطريق .
وقال أبو بكر عبدالله بن أبي داود السجستاني في تفسيره ثنا محمد بن عباد ثنا أبو بكر بن سليمان عن محمد بن إسحاق قال : فأوحى الله - عز وجل - فيما ذكر لي إلى البحر أن إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له . قال: فبات البحر يضرب بعضه بعضا فرقا من الله تعالى وانتظارا لما أمره به ، وأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه بها وفيها سلطان الله الذي أعطاه فانفرق .
Bogga 18